من يدعم طاغية القرن في سورية بالسلاح والخبراء والجنود في الميدان؟ ومن يدعم متمردي اليمن وشركاءهم والطاغية “حزب الله”، وفروعه في البحرين والكويت؟ ومن تبنى تفجير سفارات، واغتيال ساسة، ولجم شعوب؟ ومن أعدم عشرة آلاف شخص في سنة واحدة عام ١٩٨٨؟ إن من فعل كل هذا وأكثر هو دولة واحدة، وكل هذا تم في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، التي سترفع بعد مصادقة الاتفاق النووي.
الحقيقة أنني لم أسمع عن دعم إيراني لأي بلد سوى دعم بالسلاح (البارود)، فالإيرانيون وعلى لسان “يونسي” مستشار الرئيس روحاني، يزعمون أن الإمبرطورية الإيرانية باتت تضم أربع عواصم عربية، والحقيقة أن هذه العواصم التي يزعم “يونسي” أنها تابعة للإمبراطورية، جميعها ينطبق عليها مفهوم “الدولة الفاشلة”، بفضل الإيرانيين الذين دسوا أنوفهم في كل “شاردة وواردة” في بلدان المنطقة التي ترفض شعوبها تدخلاتهم.
فالبارود الذي تدعم به إيران حلفاءها بهدف فرض السيطرة بالقوة لم يأت إلا ببارود مضاد تسبب بكوارث إنسانية في سورية واليمن وحتى العراق، ففي أزمة تدفق اللاجئين السوريين اتضح وجود عراقيين ادعوا أنهم سوريون للتخلض من مرارة البقاء دون كهرباء في معظم المناطق، ولا أعتقد أن من قتل ١٠ آلاف شاب في عام واحد دون محاكمة يأبه بهذه الكوارث الإنسانية.
وفي الجهة المقابلة دول الخليج وسياساتها الخارجية، التي يحددها هدفان: الأول تحقيق الاستقرار للمنطقة، والثاني التصدي للشغب الإيراني، دعمت جميع دول المنطقة اقتصادياً بما فيها الحكومات الموالية لإيران، ليس هذا الدعم كُحلاً لأعينها بل لإيصال المساعدات إلى الشعوب المعنية، ولعل المبادرة الخليجية التي حفظت لعلي عبدالله صالح أمواله ومكانه في السلطة بتعيين ابنه سفيراً لدى الإمارات، ودعم صالح الذي عض اليد التي أنقذته من مصير القذافي، ما هو إلا دليل على دعم هذه الدول “بالأسمنت” الذي يبني ولا يهدم.