ما يحدث حاليا في جامعة الكويت من المفروض ان يكون دليلا وهاديا لبعض مدعي الوطنية والقيادة السياسية عندنا. انتخابات الاتحاد «الوطني» لطلبة الكويت يجب ان تكون انعكاسا ونبراسا لما يمكن ان تؤول اليه تجربة الانتخاب وفقا للقائمة الواحدة، التي يسعى البعض بريبة وبخبث سريرة الى فرضها بالقوة على النظام الانتخابي في الكويت.
الطلبة، والجامعيون منهم بالذات، من المسلم به انهم اكثر المواطنين وعيا وأقربهم الى التقدم والاخذ بنظم ومعتقدات العصر. لذا فان اعتبار تجاربهم الانتخابية تمثيلا حقيقيا ونموذجا مصغرا للانتخابات العامة أمر لا خطأ ولا جدل فيه. بل بالطبع سيكون طلبة جامعة الكويت هم اكثر المواطنين قدرة وأفضلهم امكانية في انتقاء واكتشاف المصلحة العامة للبلد. والحال كذلك، فان هيمنة الانتخابات الفرعية والطائفية، وبالتالي السيطرة الحالية للتحالف الديني القبلي على مخرجات الانتخابات الجامعية، يجب ان تكون تحذيرا وانذارا مبكرا لكل ذي حس وطني صادق على المخرجات الانتخابية للنظام الانتخابي القائم على الانتخاب «الجمعي» الذي يروج له البعض.
الانتخاب وفق القائمة الواحدة، هو في الواقع ترويج للانتخاب وفق النظام الانتخابي لطلبة جامعة الكويت. وهو نظام مكن الجماعات الدينية، او بشكل دقيق اكثر «الاخوان المسلمين»، مكنهم من السيطرة الكاملة على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت طوال العقود الاربعة او ما يقارب نصف القرن الماضي. وقد تمكن الاخوان من حشد المجاميع القبلية والشعبية وبعض مغفلي الحركة الوطنية لمناصرة الانتخاب الجمعي وفق القوائم او الاربعة اصوات في انتخابات مجلس الامة 2012. وتمكن الاخوان مع تحالفهم الديني القبلي بفضل طريقة الانتخابات الجمعية والوعي «الجمعي»، اي القبلي الديني، للناخب الكويتي، تمكنوا من الهيمنة على مخرجات انتخابات 2012 بشكل يكاد يكون شبه كامل.
لهذا كان اعتماد نظام الانتخاب وفقا للنظام الانتخابي الديموقراطي الاصيل «صوت واحد ممثل واحد»، الذي اقره صاحب السمو الامير، هو انقاذ حقيقي للكويت وللنظام الديموقراطي الذي اصبح فريسة سهلة، بحكم طريقة الانتخاب «الجمعية» فيه، اصبح فريسة سهلة للمجاميع الدينية والقبلية تتحكم في مخرجاته، وبالتالي تفرض بالقوة وحسب معتقداتها غير الديموقراطية رؤاها وطرق حياتها الخاصة وموروثها القديم على المجتمع الكويتي.
الانتخاب وفق القائمة الواحدة، اي انتخاب خمسين عضوا مرة واحدة كما يروج له البعض. او بالاحرى كما تشتهيه الحركة الدستورية الاسلامية (الاخوان المسلمون)، هو دعوة مفتوحة للقبائل والطوائف لان تتحالف وتهيمن وحيدة وبشكل جمعي على نتائج الانتخاب.. وما جرى ويجري داخل جامعة الكويت نموذج واضح لما يمكن ان تؤول اليه الانتخابات العامة.. فهل من متعظ؟!