انتخابات الاتحاد «الوطني» لطلبة الكويت اصبحت انتخابات قبلية وطائفية، وان جاز التعبير، معلنة. بل رفعت بعض القبائل اعلامها الخاصة واعلن طلبتها ولاءهم غير المشروط لشيخ القبيلة..!! لنتصور.. «شيخ» القبيلة، يعني الاكبر سنا والاعتق تراثا وميراثا. هذا «الشيخ» يفرض رؤاه وتعاليمه على جيل الغد وشباب المستقبل!!
الله يرحم ايام زمان، ويرحم بشكل خاص عبدالعزيز سعود، ثاني رئيس للاتحاد المحلي لطلبة الكويت. ويطول بعمر الزميل بوعصام ناصر الغانم اول رئيس للاتحاد الوطني لطلبة الكويت. المرحوم عبدالعزيز سعود، رئيسنا الثاني، بالمناسبة كان شيعيا بالولادة. لكنه كان كويتيا وقوميا بالانتماء وكان ايضا رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت. وكنا نحن مؤيدي ومناصري الاتحاد ندين بالولاء للرئيس دون ان يكون لاصله او فصله ومذهبه تأثير في هذا الولاء. وربما يكون ضروريا الاشارة هنا الى ان الرئيس الاول ناصر الغانم كان واعتقد انه لا يزال «قرويا» من الفحيحيل.
هكذا كانت الكويت، كويتيين وحسب. بلا مذهب ولا ملة ولا اصل او فصل. على الاقل العناصر الوطنية منهم، وهم الاغلبية بالمناسبة، فلم يكن لا للمتدينين ولا للقبليين وجود، وانا اتحدث هنا «سياسيا» وليس اثنيا او عقائديا، فنحن في النهاية نعود جميعا لاصل وفصل واحد. هذه الايام وبعد الدعم والانتصار الحكومي لمجاميع التخلف البلي الديني والذي بدأ منذ تزوير انتخابات 1967 وتَجَذر بعد حرب اكتوبر والانتصار المزعوم للرئيس «المؤمن» انور السادات وتحالف البترودولار، هذه الايام اختفى العنصر الوطني او تم تغييب الوطنية بشكل عام وحلت مكانها القبلية والطائفية وحتى العائلة في بعض الاحيان.
لكن كل هذا رغم خطورته من الممكن تجاوزه والتغلب عليه بفعل التطور ونتيجة لنضال وكفاح القوى الوطنية التقدمية. لكن.. للاسف ليس في الكويت. فالمزعوم من قوانا الوطنية او التقدمية واقعة تحت سحر مجاميع التخلف، وتلهث هذه القوى الوطنية المزعومة خلف مجاميع التخلف القبلي والديني، تناصرها احيانا وتهادنها في اغلب الاحيان. باعتبار ان معركة «القوى السياسية» ضد السلطة وليس ضد بعض. وهنا الخطأ والخطيئة الكبرى