منطق مضحك ما قاله وزير الخارجية الأميركية في تصريحه يوم أمس «يجب أن يرحل الأسد ولكن ليس فورا»، وهو يعكس حالة الدوامة المتعمدة التي أدخلت أميركا المنطقة فيها، خصوصا في سوريا، بهدف إطالة أمد الحروب الداخلية في الدول العربية بهدف تدميرها، وهو ما تم ويتم بالدعم والدعم المقابل الذي تقدمه أميركا للأطراف المتنازعة في كل دولة، وتصريح وزير الخارجية يعزز هذا التوجه لحمله النقيضين!
إن الموقف الأميركي المحفز للثورة على الأنظمة ضمن ترتيبات «الربيع العربي» كان لغاية مقصودة ولمرحلة مخطط لها، وهي إيجاد حالة القلق المستمر داخل هذه الدول ووقوفا عند معادلة «اللا غالب واللا مغلوب»، لتبرير إطالة أمد الحروب الداخلية وتدمير الدول، ثم رسم سيناريو الخروج من الأزمة بتقسيم مخطط لدول المنطقة بالشرق الأوسط الجديد، المنهك والمقسم بدول طائفية تبقي حالة التوتر حاضرة، مع إعطاء إيران رجحان في كفة مد نفوذها والسيطرة على بعض دولنا العربية كما هو في العراق وسوريا ولبنان، وسيناريو اليمن الذي تم إجهاضه بفطنة دول الخليج، ولم تتوان إيران في تولي دورها التوسعي المتحالف مع الأميركان، تعزيزا لأمن إسرائيل الراضية اليوم عن إيران، ولا تغرنكم الجعجعة الإعلامية الإيرانية ضد أميركا وإسرائيل فهي للاستهلاك العاطفي.
وعلى الرغم من التطمينات المتتابعة للأميركان بأنها لن تتخلى عن حلفائها، وهي دول الخليج العربية، وأنها ستتصدى للنفوذ الإيراني بالمنطقة أو أية تهديدات تأتي من جانبها، فإن الواقع الذي تسير فيه السياسات الأميركية مستمر في نقض تلك التصريحات، وهو ما يجب أن ندركه لأن المخطط المرسوم من قبل الأميركان يسير باتجاه لا يتوافق وتلك التطمينات، ومن ثم فالغلبة ستكون لمخططها المرسوم لا لتطميناتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.