“الإخوان المسلمون” أيا كان مسماهم الحركي في الكويت “حدس”، “جمعية إصلاح”، “ائتلافية”، أو غيرها من مسميات لا يهمّ، في كل الأحوال هم جماعة سياسية وإن غلفوا حراكهم بغطاء الدين نظرا لمتطلبات السوق ولسهولة الوصول للناس بسلعة الدين.
عموما فوسائلهم وأساليبهم لا تعنيني في هذا المقال على الأقل، بل ما يعنيني هو كيفية تعاطي الكويتيين مع هذه الجماعة السياسية، فعندما تخطئ هذه الجماعة في كثير من الأحيان لا نجد الكويتيين يتسابقون للدفاع عن الجماعة، بل يتولى مسؤولية الدفاع من هم منتمون إليها أو مقربون منها، أما البقية فلا يجدون أنفسهم في موضع شك أو تبرير كي يدافعوا عن الجماعة.
فعلى سبيل المثال عندما أصدرت جمعية الإصلاح بيانها المنحط الذي وصف من درس بنظام التعليم المشترك بالجامعة بأنهم أنتجوا اللقطاء، ونشروا الأمراض الجنسية في المجتمع، لم نجد- وأعتذر عن هذا التقسيم الذي سأورده- الكويتيين السنّة في محل دفاع عن الإخوان لمجرد أنهم يعتنقون المذهب نفسه، بل تم التعامل معهم كتيار سياسي يخطئ ويصيب دون النظر إلى مذهب هذا التيار، حتى إن كان الإخوان يقدمون أنفسهم كتيار ديني سنّي المذهب.
في الحالة الشيعية الكويتية هناك تيار مشابه، إن لم يكن مطابقاً تماما للإخوان، يتمثل بـ”التحالف الإسلامي” و”جمعية الثقافة الاجتماعية” و”القائمة الإسلامية” بالجامعة، وهو تيار سياسي أيضا يغلف أعماله بغطاء ديني مذهبي على طريقة النظام الحاكم في إيران، نظرا لمتطلبات السوق وسهولة الوصول إلى الناس بسلعة الدين.
وهذا التيار على غرار حليفه القديم في الكويت وحليفه الدائم في خارجها (الإخوان المسلمين) مليء بالخطايا والمصائب التي لا يكفيها مقال، ولكن المختلف في حال هذا التيار التعيس برأيي الخاص هو أن كل أخطائه تدفع الكثير من معتنقي المذهب الشيعي في الكويت إلى الدفاع عنهم، حتى إن لم يرتبطوا تنظيميا بهذا التيار.
وهنا المشكلة وكل المشكلة، فهذا التيار استطاع بطريقة أو بأخرى أن يربط نفسه بمعتنقي المذهب الشيعي في الكويت، وجعلهم، أي معتنقي المذهب الشيعي، يعتقدون أن الدفاع عن هذا التيار واجب عليهم، ففي حادثة التأبين مثلا وبدلا من أن يتحملوا وحدهم (أي التيار) مسؤولية ما قاموا به نجد أن الكثيرين من معتنقي المذهب الشيعي وقفوا للدفاع عن تصرفات هذا التيار، وهو أمر غير منطقي ولا مقبول، فالتحالف الإسلامي أو جمعية الثقافة أو أيا كان اسمهم ما هم إلا تيار سياسي يجب التعاطي معه على هذا الأساس، وتحديدا كما يتعاطى معتنقو المذهب السنّي في الكويت مع جماعات كالإخوان أو السلف أو غيرهم.
فلا أحد مسؤول عن تصرفات التيار سوى المنتمين إليه، ولا هم يحملون لواء الدين ولا هم جزء من المعتقد الشيعي ولا الانتماء إليهم فريضة دينية، هم تيار سياسي فقط لا غير، بل نموذج سيئ للتيارات السياسية المتاجرة بالدين كما أعتقد.
وهي رسالة لكل شيعي غير منتمٍ إليهم في الكويت: لا تجعل نفسك في موضع دفاع حينما يخطئ تيار سياسي، فعقيدتك لا علاقة لها أبدا بتيارهم، وأوجه الشبه في الصلاة والصيام وارتياد الحسينيات لا تعني أبدا أنك مجبر على أن تدافع عنهم، فسنّة الكويت غير المنتمين إلى الإخوان أيضا يتشابهون مع الإخوان في الصلاة والصيام وصلاة التراويح، لكن هذا لم يمنعهم من عزل أنفسهم عنهم، وهو السلوك السليم والقويم الذي يجب أن نتعلم منه. لندع كل تيار يتحمل مسؤولية سلوكياته دون الحاجة إلى تبريرها والدفاع عنها في الحق والباطل.
ضمن نطاق التغطية:
شديد الاعتذار على استخدامي مصطلحات شيعة الكويت وسنّة الكويت لكنها كانت ضرورية جدا لشرح الفكرة وإيصال الرسالة.