“لأوروبيون لعبوها بطريقة إعلامية”، قال أحد العربان وهو يتابع نشرات الأخبار التي تتحدث عن لجوء السوريين إلى البلدان الأوروبية… “نحن، كعرب، قدمنا إلى السوريين أضعاف أضعاف ما قدمه هؤلاء الأوروبيون لهم، الفرق أن الأوروبيين أتقنوا التصوير والإخراج”، قال عربي آخر، وهو يقزقز اللب ويقرأ لافتات الترحيب بالسوريين، التي رفعتها جماهير الأندية الأوروبية في مدرجات الملاعب… “لو أنهم حمدوا الله على نعمه، وتركوا عنهم مناطحة الجبال، ما كانوا اضطروا إلى عبور المحيطات والبحار، وتكدسوا على حدود «النصارى» الأوروبيين، للنجاة بأنفسهم وأولادهم”، وتمتم عربي ثالث من حزب القطيع، ذي الشعار الشهير “الحمد لله ماكلين شاربين نايمين”.
ويحلو لبعضنا المقارنة بين إنسانية الأوروبيين وإنسانيتنا، إنْ تجاه اللاجئين السوريين، أو حتى بشكل عام! ويرفع عَلَم التحدي في وجوههم، بكل “فجور في الثقة”.
هكذا ببساطة، يريد منا أن نلعب المباراة النهائية في كأس الإنسانية، أمام أبطال العالم في هذا المجال، الشعوب الأوروبية، من دون أن نخوض التصفيات، ومن دون أن نقابل حيوانات الغابة في الأدوار الأولى، والتي أضمن “بالخمس” أنها ستدك مرمانا بأهداف لا حصر لها، وأن الضباع ستتعملق أمامنا، في مباراة الإنسانية، وستستعرض النمور مهاراتها الفردية، وستلعب الثعابين الكرة بكعوبها، وستتبادل الفيلة الكرة بطريقة التيك تاك في منطقة جزائنا، وقد يقترح الغراب على فريقه أن يلعبوا ضدنا بلا حارس مرمى، لفرط ثقته بالفوز علينا، وقد يسقط القرد على ظهره لشدة الضحك، وهو يقود جماهير المدرجات…
سيداتي سادتي، أيها العربان، من دون إطالة، واستعراض دلائل… والله لو لعبتم، في دوري الإنسانية، ضد الأعاصير والزلازل والبراكين والأوبئة ما تمكنتم من الفوز، فحطوا من ركابكم، ووفروا أموال معسكرات التدريب، وأموال نقل المشجعين، وتفرغوا لكذبكم، وتباهيكم المجاني، ونظرتكم العنصرية للآخر، وتفاخركم المشيّد على قواعد من ماء… واتركوا الإنسانية للناس.