لسان حال الطفل الذي يدرس بالابتدائية عند بداية استراحة النصف ساعة التي أقرتها وزارة التربية هو «وين أولي وين أروح» فلا الجو يسمح بالتمشي او حتى الجلوس، فالشمس حارقة والظل قليل يسيطر عليه تلك الشلة الذين كانوا في السابق «يطقونه» في الربع ساعة الاستراحة السابقة والآن لديهم نصف ساعة لـ «يطقونه» أكثر.
حالته كسيفة، فمهما وضعت عددا أكبر من الأساتذة للإشراف والتحكم بهؤلاء الشياطين الصغار في ساحات المدرسة فهو أمر أشبه بالمستحيل. نتكلم عن 700 طفل محشورين في الفصول 3 ساعات ثم فجأة ينطلقون بكل طاقتهم إلى ساحة المدرسة غير المهيأة لهذا العدد الكبير فيختلط الحابل بالنابل، فهذا يطارد هذا، وهؤلاء أربعة أو خمسة يحيطون بأحد التلامذة الصغار و«نايمين ببطنه» وتحتاج لمخفر كامل لتخليصه منهم.
هذا غير الشلة السيئة جدا التي تنتشر في أماكن بعيدة في نهاية المدرسة ليمارسوا أفعالهم السيئة.
قرار إطالة الاستراحة إلى نصف قرار خطأ بالإضافة إلى تمديد وقت الحصة الى 45 دقيقة هو قرار خطأ بكل المقاييس، وكان يجب استشارة مديري المدارس والمدرسين والمدرسات فهم وحدهم الذين سيعانون الأمرّين من هذا القرار وليس الموجهون والموجهات أو مديرو المناطق التعليمية الذين يقبعون في مكاتبهم الباردة المريحة ويخططون ويقررون أمورا يعاني غيرهم بسببها.
في البداية فرح أهل الكويت لتخفيض النصاب الدراسي للمرحلة الابتدائية إلى ست حصص وكنت أول المطالبين بذلك، فعندها سيخف الحمل قليلا على طالب الابتدائية الصغير وستكون هناك فرصة للأهل لأخذ أبنائهم من الابتدائي ثم العودة لأطفالهم في باقي المراحل بدلا من خروج 650 ألف طالب في الدقيقة نفسها.
لكن كعادة وزارة التربية حولت المكسب الى خسارة. فأطالت وقت الاستراحة إلى نصف ساعة في مدارس هي غير مؤهلة لذلك وزادت وقت الحصة إلى 45 دقيقة.
نقطة أخيرة: المطلوب قرار شجاع وعاجل من معالي وزير التربية د.بدر العيسي ووكيل الوزارة د.هيثم الأثري الذي تفاءلنا كثيرا بتوليه المنصب. القرار هو إعادة وقت الحصة إلى 40 دقيقة وعودة وقت الاستراحة إلى زمنها القديم.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً