لعبت الحسينية دورا حيويا وحاسما في تاريخ المجتمعات الشيعية الحديثة، وكان تأثيرها في مرتاديها من الشيعة، في الدول ذات الغالبية السنية، أكبر من غيرها. فمن رحم الحسينيات خرجت شخصيات كان لها دور ثقافي وسياسي حاسم. كما كانت ولا تزال مصدر نفوذ لمن يديرها، ومصدر مساعدة مادية واجتماعية لمجتمعاتها.
والحسينية بخلاف المسجد لا ترتاد يوميا بل تقام فيها مجالس العزاء السنوية الخاصة بالإمام الحسين. كما تستخدم في ساعات محددة لتقبل العزاء في الوفيات العادية. وتختلف الحسينية عن المسجد في أن شروطا يجب توافرها لمن يرتادها، فهي حق للطفل والمرأة وغيرهما. كما تقام المحاضرات فيها وتطبخ فيها الأطعمة، وتقام فيها الولائم. وهي أمور لا تجوز في المساجد. وعلى الرغم مما يذكر من أن أول من أسس فكرة الحسينية هو الامام زين العابدين، وما تبع ذلك من استمرار نهجه من خلال تكايا والديوانيات، فان هناك من يعتقد أن الحسينية، بصورتها الحالية، لم تعرف لا في العراق ولا في إيران إلا مع منتصف القرن التاسع عشر تقريبا، وهو أمر لا نجزم به، ويحتاج إلى تأكيد. فقد ورد على لسان ابراهيم الحيدري في كتابه «تراجيديا كربلاء»، أنه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ شيعة العراق ببناء الحسينيات كمؤسسات دينية ثقافية لاقامة الشعائر والطقوس الدينية فيها، وبخاصة العزاء الحسيني، لذلك اتخذت اسم الحسين شعارا لها وسميت باسمه. وكانت أول حسينية تبنى في العراق هي «الحيدرية»، وكان ذلك عام 1876 وكانت في مدينة الكاظمية، وتبعتها حسينية «الشوشترية» في النجف عام 1884.
ويستدرك الحيدري أنه يعتقد ان تاريخ انشائها ربما كان اقدم من ذلك، وربما لم تكن معروفة مشهورة معلنة في العراق نتيجة القمع والمنع من اقامة الشعائر الحسينية في العهد العثماني. كما أن ايا من المراجع العظام لم يذكر وجودها في مؤلفاته.
أما في الكويت فأول حسينية كانت «سيد عمران»، التي يقال انها بنيت عام 1815، وكانت عبارة عن ديوانية. أما أول حسينية رسمية بالكامل فهي تلك التي بناها محمد حسين نصر الله معرفي عام 1905 ولا تزال باقية في مكانها في منطقة الشرق.
أما في إيران، التي تشيعت في مرحلة متأخرة نسبيا، وكان ذلك في عام 1501. فقد ورد في أحد المصادر أن اول حسينية بنيت في طهران، كانت تعرف بحسينية «سيد إبراهيم سادات اخوان»، وبنيت في فترة مقاربة لبناء الحسينية الحيدرية في الكاظمية.
هذه جميعها معلومات متفرقة لا رباط قويا بينها وتحتاج الى توثيق.. ونتمنى على من لديه المادة الصحيحة والموثقة الكتابة عنها.