منذ اختراع او اكتشاف «تويتر» تعاظم وتزايد بشكل يفوق العادة تواجد او توالد الوطنيين. الجميع في الكويت اضحى وطنيا متعصبا، والجميع اصبح مجنونا بحب ليلى او الكويت كما حدث مع مجانين وعقلاء تويتر. وان يكون هناك «ولاء» وانتماء للكويت وهذا التعلق الخارق – ودي اقول التملق بها – من المفروض ان يكون طبيعيا وعاديا. فنحن في دولة تقدم كل شيء ولا تأخذ او تتطلب شيئا، حتى التجنيد الاجباري تم الغاؤه!
والحال كذلك، فان من الصعب الا نتساءل عمن سرق منحة الصمود، وان نتساءل اكثر عن الآلاف من المواطنين الذين اعادوا بشجاعة وولاء ومثابرة انتخاب النائب خالد العدوة سبع مرات متتالية بعد ان صرح مطالبا الحكومة بالتسامح مع «سراق منحة الصمود».. سبع مرات أعيد انتخاب النائب العدوة وفي آخرها اطلق عليه الاعلام «الطازة» للمعارضة الجديدة فارس حماية المال العام. لكن عندما اتهم، حقا او باطلا، بالاستيلاء على اموال «السلطة» تمت معاقبته وتمت مقاطعته وتم اسقاطه من قبل «المواطنين» في الكويت.
سارقو منحة الصمود هم من كان المفروض ان تسحب جناسيهم او على الاقل ان تتم المطالبة بذلك. لكن سارقي منحة الصمود تم التغاضي عن سرقتهم من قبل الوطنيين وتم التسامح مع جريمتهم وتقسيط المبالغ المسروقة عليهم من قبل حكومة الشيخ سعد ودون اعتراض احد!
انا توقفت كثيرا عند منحة الصمود، ليس لانها سرق من المال العام. فمالنا كان وسيبقى سائبا طالما لا يشعر احد بالجهد لاكتسابه ولا يتصبب احد عرقا في احرازه. ولكن لانني كنت صامدا والسرقة والادعاء شكلا صدمة وإيلاما لي.
غير سراق منحة الصمود، هناك سراق فواتير الكهرباء. وهناك سراق الاعاقة او مدعوها. ولدينا اربعون الف مواطن كويتي متهمون بتلفيق وتزوير وضع عمالتهم من اجل سرقة بدل البطالة. ويوميا تبرز لنا كشوف بعد كشوف تؤكد حرص الكثير من المواطنين على سرقة الوطن. بل وهناك تفنن وطرق عجيبة وغريبة في تحقيق هذه السرقة.
مع هذا «تويتر» كان قبل ايام كله وطنيون، وكل الوطنيين كانت تحترق قلوبهم من خيانة مزعومة لبعض المواطنين للبلد. كيف يكون لدينا كل هؤلاء الوطنيين وتكون لدينا في الوقت نفسه كل هذه السرقات والتعديات «الوطنية» على المال الوطني العام؟!