لماذا الاصرار من معظم الدول النفطية على المملكة العربية السعودية، بخفض انتاجها من النفط، لتستفيد هذه الدول من ارتفاع اسعار النفط وتزيد من حصصها السوقية، وان تضحي السعودية من أجلهم؟ ولماذا على منتجي النفط الصخري وروسيا والمكسيك والبرازيل، وكذلك منتجي النفط الرملي من ارتفاع اسعار النفط على حساب المملكة؟ واين المنطق من كل هذا؟
ولماذا على روسيا ان تستفيد من ارتفاع سعر البرميل، وعلى حساب المملكة، التي لا تتفق معها على كثير من الأمور السياسية، أو ان يستفيد منتجو النفط الصخري والنفوط الأعلى كلفة؟
من المؤكد أن اي تخفيض في الانتاج، خاصة ان الأسواق متخمة بأكثر من 3 ملايين برميل، والقادم أعظم، سيوقف انحدار سعر البترول، وسيساهم في رفع قيمته بالأسواق النفطية وبقوة، وسيقود الأسعار الى الأعلى بشدة، خاصة ان ارادت المملكة مواصلة دورها القيادي بترتيب وتنظيم البيت النفطي، لكن على حساب من؟ ومن الخاسر الأكبر؟
من المؤكد ان الدول النفطية سترحب وستفرح بقرار الخفض، لكن من المستفيد؟ أليس الدول النفطية من خارج «اوبك»؟ أليس منتجو النفط الصخري وروسيا ثانية وأولا؟ وسترتفع قيمة الروبل من دون كلمة شكر. اين مصلحة المملكة العربية السعودية، والكل يستفيد، وهي تخسر حصصا، وهي التي استثمرت وعملت من اجل زيادة تثبيت حصصها السوقية. ولمصلحة من الخفض؟
ولماذا السعودية، والقادم من النفط العراقي والايراني يتواصل بزيادة مستمرة وبكميات منافسة على النفط السعودي، ومازال الطلب العالمي على النفط ضعيفا، والأداء الاقتصادي الصيني المستورد الأكبر متعثرا في ادائه؟
هل اقتنعنا بعدم جدوى قرار أحادي سعودي من دون مشاركة روسيا والنرويج والمكسيك مع الاتفاق على سعر او نطاق محدد لسعر النفط على المدي القريب؟ وهل اقتنعنا بعدم استفادة المملكة من التخفيض الأحادي الذي سيصب في مصلحة المنافسيين الأكبر من النفط الصخري ليواصل انتاجه، وسيصب في مصلحة روسيا، لتعدل من وضعها المالي والسياسي أكثر بكثير من المملكة العربية السعودية؟
هل أقتنعنا بان قرار خفض انتاج النفط يجب ان يكون شاملا، وبمشاركة دول من خارج المنظمة النفطية «اوبك»؟ اما ان تتحمل السعودية لوحدها مسؤولية الخفض فلا. ولن يكون مقبولا.