على ضفاف نهر السين في باريس يمتد على ٣٧٠ متراً على الحوائط، واحد من أكبر معارض الصور البانورامية عن الحالة الإنسانية للبشر وبالذات اللاجئين. في المعرض المذكور تنتشر ٧ كلمات مترجمة لعديد من اللغات وهي: الاحترام، السلام، التضامن، الصداقة، الكرامة، الترحاب، الأمل.
للصورة أثرها في الرأي العام، وبالذات في القضايا الإنسانية. وهكذا كانت صورة الطفل السوري المسجى على شاطئ بوردوم التركي محركاً للرأي العام الدولي، وتحرك بموجبها المجتمع المدني الأوروبي للضغط على حكوماتهم، محققاً نجاحات ملحوظة في إعلانات عدد من الدول استضافة اللاجئين.
نحن نعيش في إطار أكبر أزمة إنسانية للاجئين في التاريخ. ومن المستغرب أن التوجه الأوروبي ظل متجاهلاً الأزمة الإنسانية التي بدأت مع بداية هذا العام، بل إن الاجتماعات الأوروبية قررت التصدي لموجات اللاجئين الذين مات منهم قرابة الـ3 آلاف غرقاً أو اختناقاً. كما أن عدداً من الدول لم تخف نواياها بأنها ستقصف اللاجئين في البحر وإغراق قواربهم المتهالكة.
مأساة اللاجئين هي نتيجة لحالة التهتك الدولي والإقليمي، وتدهور القيم الإنسانية، وعدم وجود محاسبة للمسؤولين عنها وهم كثر، مازالوا بلا عقاب.
اندفاع اللاجئين نحو مصير مجهول قد ينتهي للموت مرتبط بالحالة المتردية في المنطقة العربية بالدرجة الأولى من حروب واضطهاد وتعدّ وامتهان للكرامة.
كثيرون من الذين قرروا الخروج للمجهول شعروا بأنه لا مستقبل لهم ولا لأولادهم في بلاد الرصاص والقتل والطائفية، ووجود قرابة الأربعة عشر مليون طفل من 5 دول عربية خارج المدرسة بسبب الحروب، وأن المستقبل في بلادهم العربية الإسلامية لم يعد يحمل لهم أمناً، بل خوفاً ورعباً وموتاً محتملاً، ولكن الجريمة التي تسببت في كل تلك المأساة تظل بلا عقاب.