ذكرنا من قبل ومازلنا نكرر دائما أن أمن الكويت مستهدف، والحالة المضطربة في المنطقة تؤكد ذلك وهي خير شاهد على أننا لسنا بمنأى عن الخطر، وتفجير مسجد الامام الصادق وكشف خلية العبدلي والأسلحة خير دليل على ذلك خاصة أن اللعبة تكمن في تحالفات دولية كبرى ضد تحالفات أخرى، والكويت دائما تجد أمنها من أمن الخليج وهذا أمر طبيعي وحكيم في ظل دخول دول المنطقة في دائرة التحالفات المسلحة والتي تشكلت بقوة وبشكل واضح إبان الربيع الدموي الذي جاء باسم الثورات، وللأسف الجميع أكل الطعم الصهيوني في تفجير المنطقة العربية وإدخالها في صراعات مذهبية قذرة تشكلت من خلفها مجاميع وأحزاب إرهابية كل ضحاياها من الأبرياء ومعظمهم من المسلمين وكأن الأمر مدروس بعناية.
الآن علينا مسؤولية وطنية من خلال قراءة الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة بشكل جيد حتى نتمكن من تشكيل جبهة داخلية تحمي بلدنا من الأشرار الذين جاءوا باسم التعصب المذهبي والذي يكمن في كراهية الآخرين وحمل الأحقاد وسياسة إقصاء من يخالفونهم، قد نسأل انفسنا في مثل هذه الظروف ما المسؤولية التي يجب علينا تحملها؟
علينا أن نبعد تعصب المذاهب على جانب أمام أمن وسيادة الوطن ولا نجامل ولا نتعاطف ولا نبرر لأي شخص كان يسعى لتدمير الوطن من قام بتفجير مساجد الله بحجة التكفير ونصرة الدين، لأن هؤلاء المجرمين وقودهم دائما هم المتعاطفون معهم تحت راية الدين وهذا الخطر الأكبر الذي قد يهز بلدنا ويدخلها في مصائب تدميرية تشل أمن الوطن.
والحقيقة هي من يريد بقاء الكويت آمنة فعليه أن يتحمل مسؤوليته الوطنية وان يعتبر الكويت هي حزبه الوحيد فحسب، أما التعاطف مع أحزاب ومجاميع إرهابية فقد يعرض الوطن إلى الدمار والسبب قد يكون مجرد تعاطف جاء من باب الطائفية والغرام المذهبي الأعمى، نعود مرة أخرى ونكرر أن الكويت مستهدفة في ظل الأوضاع الراهنة، والأعداء يسعون إلى تخريب الكويت بأيدي بعض أبنائها وهنا يكمن الخطر خاصة إذا كان من باب نصرة الدين أو المذهب أو المرجع.
نهاية الكلام: إما أن تختاروا لكم ولأبنائكم الكويت وأمنها أو أحزاب سياسية ودينية لا تعرف إلا مصالحها وتمددها السياسي لفرض قوتها من خلال اتباعها.. والنهاية ستكون مأساوية على الكل وخير برهان ما نشاهده من حولنا من فوضى كارثية.