لاحظنا في الآونة الأخيرة تصاعد بعض المقترحات والتصريحات من بعض ممثلي الأمة الأفاضل، بما يخص المرأة تحديدا، بعضها قد يثير الغرابة والدهشة والبعض الآخر قد يثير الضحك ويصبح مصدرا للفكاهة والتندر!
تارة نسمع عن مقترح لأحدهم يقترح فرض اللباس الشرعي على مضيفات الخطوط الجوية، وتارة أخرى نسمع عن مقترح يفرض وجود محرم للفتاة المبتعثة بالخارج، ويطالب كذلك بتحمل الدولة مصاريف ذلك المحرم!
وكذلك يطالب احدهم بتغليظ العقوبات على النساء الوافدات ليلا وحظر خروجهن، وكذلك بفرض قانون للباس المحتشم!
هل يا ترى انتهت جميع مشاكل النساء في الكويت حتى نطالب بمثل هذه الاقتراحات؟! أو ليست الكويت دولة إسلامية ولها دستور مستمد أساسا من الشريعة الإسلامية السمحة؟!
من الغريب أيضا أن من يقترح مثل تلك المقترحات يصرح بأن النساء ناقصات عقل ودين ويتحجج بحجج الشرع والدين لرفض دخول النساء سلك القضاء متناسيا ان بعض دول الخليج مثل البحرين وقطر قد سبقونا في هذا المجال منذ زمن!
أليس هؤلاء النساء اللاتي تنعتهن بالناقصات هن من أوصلن هؤلاء النواب الأفاضل لكرسي البرلمان؟! وأعطينكم تلك الثقة لتحقيق بعض من حقوق المواطنة المدنية؟!
أو ليس الأجدر بهم الالتفات الى الملفات العالقة قليلا والى طموحات المواطنة الفعلية؟!
على ممثلي الأمة واجب وتكليف، وقسم غليظ بالذود عن مصالح الشعب، وان يطالبوا بما يخدم أخواتهم النساء فعلا وعليهم عدم الالتفات لمقترحات ثانوية وسطحية قد لا تخدم قضايا المرأة في الكويت.
أين هم من حق المرأة الإسكاني؟! وأين هم من حق تمرير الجنسية لأبنائها حسب القانون الكويتي للجنسية؟! وأين هم من حق أولوية توظيف أبناء الكويتيات؟! وغيرها من الحقوق المنسية؟!
اننا نريد أن نمضي قدما لنلحق بركب التطور المدني وبدول العالم المتحضر التي تعطي مواطناتها جميع الحقوق، اننا نريد ان نرى المواطنات الكويتيات هن الرائدات خليجيا وعربيا كما كنا سابقا، اننا لا نريد ان تقف بنا عجلة الزمن، او ان نستيقظ فجأة يوما ما لنرى انفسنا قد رجعنا لزمان شبيه بـ«زمان الحرملك»!
ودمتم بخير.