على ذلك، ففي الخيال حياة ليس بها أي منغصات، وتستطيع أن تتحكم في الأحداث كيفما تشاء، ولن يستطيع كائن من كان أن يتحكم بها مهما حاول، وهذا أمر طبيعي لأن صاحب هذا الخيال لم يستشر أحدا بخياله.
من ضمن أصحاب الخيال الواسع ويفكرون بأمور كانت مجرد أحلام هو الشخصية الهندية «غاندي» فقد كان يفكر في طرد المستعمر البريطاني من الهند وتكون السلطة بيد الهنود أنفسهم ليعيش أبناء وطنه الحياة الكريمة، ولقد تحقق لغاندي الجزء المهم من خياله ورحل المستعمر، ولكن الجزء الأهم للشعب الهندي وهو العيشة الكريمة فهل تحققت؟
الواقع الحالي يخبرنا بأن ليس كل حلم يمكن تحقيقه، فلو عاد غاندي للحياة وشاهد حال الهند وكيف قفز البعض للسلطة وكيف يتعاملون مع الشعب فحتما أنه سيبكي ليس على حال الشعب الهندي ولكنه سيبكي على كل لحظة جوع وعطش عاشها مضربا عن الطعام، لأن هناك من استغل حلمه للوصول إلى هدفه الخاص، ويأكل الكافيار بسببه وهو نفس حال جيفارا الذي ضحك عليه كاسترو ومنح السلطة لشقيقه في كوبا.
وعلى كل شخص يعشق العيش في أحلامه أن يضع غاندي وجيفارا كمثال يقتدى، فمن الطبيعي أن يكون هناك من يراقب أحلامك لتكون جسر عبور ليصل إلى هدفه، وهذا الأمر يشمل رجال سياسة ورجال دين استغلوكم بحجة الإصلاح العام للدين أو المجتمع.
أدام الله من كانت احلامه للمصلحة العامة، ولا دام من استغل أحلام الناس ليجعلها جسرا لتحقيق حلمه الخاص.