يقول اللبنانيون بأسى: بقي لبنان دون رئيس ودون مجلس نواب منتخب لمدة عام ولم يتضرر احد، ولكن ما ان توقفت عملية جمع النفايات في بيروت حتى ضج واختنق الناس، ما يعني برأيهم.. ان الشعوب تستطيع العيش دون ساسة إلا انها لا تستطيع العيش دون زبالين.. ويا لها من حكمة!
الشهر: أغسطس 2015
هنا «البحرين»… هنا «دبي»!
في الحديث عن التدخلات في شئون بلادنا البحرين، إيرانية كانت أم صفوية أم مجوسية أم إخوانية أم تكفيرية أم داعشية أم أياً كان مصدرها ونواياها وأفعالها، وفي الحديث عن أعمال العنف والخراب وسفك الدماء، أياً كانت الأيدي الآثمة ومحركوها وأقطابها، يبرز الصوت البحريني، من المعارضة والموالاة، من السنة والشيعة، بل قل من كل مواطن أمين على وطنه، مجمعاً على الرفض التام النابع من تقديس مكانة الوطن واستقلاله وسيادته وأمنه وسلمه الاجتماعي.
مواقف المعارضة وعلماء الدين والشخصيات الوطنية من كل التيارات والأطياف ليست ترفاً. هي مواقف حقيقية تعكس الانتماء الوطني الحقيقي، ولا يحق لطرف أن يدّعي أنه صاحب الموقف الوطني الحقيقي فيشجب ويستنكر ويشحن ويشحذ ويرفع عقيرته بكل ما أوتي من فنون النفاق والتملق والمتاجرة بحب الوطن، ليجعل مخالفيه في موقع الاتهام، في وطنيتهم وانتمائهم وحقيقة مواقفهم، حتى أصبح الإعلام ساحة للتنافس في تكرار البيانات والمقامات والاستنكارات التي يمكنك أن تقلبها من كل جانب، فلا تراها تعدو كونها مجرد لقلقة لسان! فلا نتيجة منجزة لها تشكل «صيغة وطنية» جامعة أو مسار عمل منجز.
الغياب السعودي الكبير
يتعرض «المشروع السعودي» لإعادة الاستقرار في المنطقة لحملات تشكيك واسعة. خرجت بهذا الانطباع بعد لقاءين في واشنطن، ومثلهما في برلين مع نخبة من الباحثين والديبلوماسيين المهتمين بالمنطقة، فهم ما بين غير المقتنع بأن الدافع للتحرك السعودي في المنطقة «أخلاقي»، أو يعتقد أنها لن تستطيع القيام بمهمة بهذا الحجم.
بل إن ثمة قريبين يرون ذلك، كالأستاذ محمد حسنين هيكل، وهو الباحث والمتابع الجيد، الذي لا يعقل أن يجهل المملكة ومقاصدها، ولكنه في حديثه الأخير مع صحيفة «السفير» أغضب السعوديين بقوله: «عندما تدخّل عبدالناصر هناك كان يساعد حركة تحرر فيها وليس لديه حدود ملاصقة لها، أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن، واستولوا على محافظتين فيها». لقد قال «الأستاذ» كما يحلو لمحاوره أن يناديه في حواره أشياء أخرى سيئة في حق المملكة، ولكن جملته هذه تشي بقدر جهله بالدور السعودي في اليمن، إذ لم يرَ أنه يهدف لبناء يمن جديد لا يتفرد فيه فريق بالحكم، وأن تحميه من الوقوع تحت هيمنة إيرانية، لا تهدد الأمن القومي ليس للمملكة وحدها، بل حتى مصر!