على من يرغب اليوم في زيارة إنكلترا أو أميركا أو أي دولة أوروبية تخطي صعاب وعوائق غير سهلة، قبل ان يكحل عينيه بمناظر الخضرة والماء والوجه الحسن، واول هذه العواقب الإلمام، ولو البسيط، بلغة غربية.
ثانيا، أن تكون لديه قدرة وصبر لزيارة سفارات تلك الدول لطلب سمة الزيارة، أو الفيزا، وتحمل الطابور وملل ملء النماذج، ودفع ما لا يقل رسوم فيزا عالية غير قابلة للاسترداد.
ثالثا، أن تكون لديه القدرة أو المعرفة بكيفية حجز فندق، أو شقة، وما يتطلبه ذلك من جهد ووقت، وخاصة في مواسم السفر. كما أنه بحاجة الى صرف ما لا يقل عن 300 دولار يوميا لاستئجار شقة، أو ثلاث غرف في اي فندق متواضع، وعلى مدى أسبوعين، كحد ادنى.
رابعا، أن يكون قادرا على دفع ما بين 3 إلى 5 آلاف دولار لتذاكر السفر.
خامسا، أن يتوافر لديه مصروف يومي بين 300 و500 دولار، للطعام والشراب والتنقل، وغيرها.
وحيث ان قلة تتوافر لديها هذه الإمكانات المادية والمعرفية، فبالتالي عزف الكثيرون عن السفر للدول الغربية. وهنا تدخلت الماما الحكومة، وبالذات في الكويت، ومن أجل سواد عيون المواطن الكويتي، وقررت وضع برنامج «العلاج في الخارج»، ربما لشراء ولاء وود بعض نواب مجلس الأمة.
هنا أصبحت مهمة المواطن المدلل سهلة. فستعطى له فيزا الزيارة من دون اي عناء، طالما أنه ذاهب وأهله للعلاج. كما ستقوم الماما الحكومة بمهمة حجز تذاكر سفره، ومرافقيه. كما سيتم ترتيب من سيستقبله في المطار، وحجز الفنادق له، مع توفير المترجم، وغير ذلك من خدمات، فقط لكي تتيح له ولأسرته فرصة افتراش حشائش الحدائق الأوروبية الخضراء، ومجاورة مياه أنهارها الجارية، وتصيد بط بحيرانها، وتلويث بيئتها بدخان أراجيله، ورائحة أكله وصوت موسيقى أغانيه الصاخبة، وشغب أبنائه، ومن بعدها ترك أوساخه وراءه، واللعنات تلاحقه.
والحقيقة أن هؤلاء لا يلامون على سوء تصرفاتهم، فهذه طبيعتهم، بل الحق على الحكومة التي ارسلت من هب ودب، بحجة العلاج، والهدف ربما هو شراء ولاء زائل. فبجرة قلم حكومية بين هؤلاء، من خلال سوء تصرفاتهم، أن كل ما كان يقال ويشاع عن تخلفنا ووساختنا لم يكن بعيداً عن الواقع.
وحيث ان كل مطالباتنا بإلغاء السياحة العلاجية لم تجد آذانا صاغية، فإن الأمل يكمن في أن انخفاض دخلنا ربما يعيد لحكومتنا بعضا من الرشد المطلوب!
ملاحظة: في رسائل «واتس أب» مضحكة، أعلنت بضع دول اوروبية عن إقامة احتفالات بعودة آخر سائح كويتي لبلده. فرد هؤلاء عليهم بالقول انهم عائدون قريبا في عيدي رمضان والأضحى المقبلين.