ثبت مرارا وتكرارا أن غالبية، إن لم يكن كل اولئك الذين استغلوا الدين لتحقيق مآربهم وأهوائهم، هم عادة من الوصوليين والمفلسين فكريا. وقد كشفت حادثة إلقاء القبض على المتطرف الديني، اللبناني أحمد الأسير، مدى تشبث هؤلاء بالحياة ومباهجها، بالرغم من أنهم ربما لم يترددوا يوما في قتل مناوئيهم، باسم الدين، وتشجيع الصبية المغرر بهم للقيام بالعمليات الانتحارية. والغريب، أو الدليل على مدى سذاجة كل أولئك الذين قاموا بالعمليات الإرهابية، أنهم لم يفكروا لثانية، أو يتساءلوا، لماذا لم يقم من زين الاستشهاد لهم، ومن زودهم بالحزام الناسف، وأوصلهم الى موقع الحدث، ليموتوا ويذهبوا للجنة والحور العين، لماذا لم يقوموا هم بعملية التفجير وليفوزوا بالجنة بدلا منهم، فهل من يمنح الرقم الفائز باليانصيب لغيره؟
كيف يمكن أن نصدق أن هذا «الأسير»، وغيره، ولأي مذهب انتموا، والذي ألهب شوارع صيدا حماسا وصراخا وتنديدا ضد ما أسماهم «أعداء الله»، والذي قاتل الجيش اللبناني، وقتل منه 16 ضابطا وجنديا، كما تردد إعلامياً يمكن أن يصاب بمثل هذا الجبن فيحلق لحيته الكثة ويحاول التسلل خارج وطنه، بعد ان خرب نفوس الشبيبة وعقولهم بسطحية آرائه وخطير مواقفه؟ علما أنه سبق أن فعل الأمر ذاته عندما حاول التسلل من حصار الجيش له في صيدا، وقيل حينها انه ارتدى زي امرأة، وفضل الفرار من «أرض المعركة»، تاركا انصاره يسقطون الواحد تلو الآخر، إما قتلى أو جرحى، في قبضة الجيش.
فضل شاكر الفنان السابق، كان أول من اكتشف خواء فكر «ملهمه»، لهذا تاب عن التطرف وقرر العودة الى الغناء، خاصة بعد أن خان الأسير رفاقه، وباح باسمائهم وتم القبض عليهم.
تنويه: قد يجد،أو يشعر القارئ بأن بعض المقالات لم تنشر في وقتها، وهذا صحيح. والسبب أن ما هو موجود لدي من مقالات يزيد بكثير على قدرتي المحدودة على النشر والتي تبلغ خمسة مقالات أسبوعيا. كما تطرأ أحيانا أحداث ساخنة يتطلب الأمر الكتابة عنها، وهذا يؤخر أكثر نشر الجاهز من المقالات لدي. وبسبب ما تعنيه لي تلك المقالات من أهمية لتعلق مواضيعها بأحداث معينة أجد من الضروري نشرها، حتى وهي «نصف بايتة»، فمعذرة!
ملاحظة: لا يزال عبدالرحمن العجمي، الطالب في معهد التمريض، قابعا في السجن منذ 6 أشهر، بانتظار محاكمته بسبب تغريدة مخالفة. نتمنى على السلطات رفع الظلم عنه، إن صح الخبر.