نقيض الأمانة في اللغة: الخيانة. وعلى سبيل المثال، أن تقوم الدولة برعايتك من المهد إلى اللحد، وتعاملك في مرضك وزواجك و»طقوسك» الدينية على أساس «يا دهينة لا تنكتين»، وتمنحك «أحياناً» مزرعة، فالأمانة هنا، أن تزرع فيها «الطماط والبطاط».. أما الخيانة، فهي أن تزرع «كُره» وطنك، وتجني من ترابه: الأسلحة والمتفجرات.
وإذا كان للخيانة مرادفات، فابن العلقمي أحدها، فمن هذا الخائن؟
باختصار، هو وزير المستعصم، آخر الخلفاء العباسيين في بغداد.. كان أقرب الوزراء إليه لأربع عشرة سنة، ونتيجة لغفلة هذا الخليفة واعتماده عليه، استغل ابن العلقمي نفوذه وسيطرته، بأن أضعف الجيش، وقطع أرزاق أفراده، وبدأ بـ «التخابر» مع هولاكو التتار، ويغريه بدخول بغداد، ويكشف له ضعف الجيش والبلاد، ولم يكتفِ بهذا، بل نهى عامة المسلمين عن قتاله، وأقنع الخليفة بمصالحته و«تطميناته»، والنتيجة؟ متابعة قراءة الخائن “ابن العلقمي” .. وأحفاده فئران “العبدلي”!