إيران تعلن عن استعدادها للتفاوض مع دول الخليج بشأن كل من سوريا واليمن، إعلان يؤكد وبشكل قاطع التدخل الإيراني في الدول العربية، ويدل على تورط إيران بأعمال حربية داخل الدولتين، وهو طلب يجب رفضه جملة وتفصيلا، ويكون مصحوبا بأشد عبارات الإدانة والتصدي للموقف الإيراني، حتى لا يأتي اليوم الذي تتجرأ فيه إيران للمطالبة بالتفاوض على البحرين أو الكويت باعتبارها وراء تسليح الخلايا النائمة المختلفة مثل حزب الله أو حزب الدعوة، وربما ترتكب من خلالها أعمال شغب وتخريب في هذه الدول.
وقد نبهنا في مقالات عديدة، وأحداث متفرقة، من خطورة التدخل الإيراني بتحريض وتدريب بعض المجاميع في دول الخليج. واليوم بعد أن تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة لحزب الله بالكويت والقبض على عدد من عناصره ممن خبؤوا تلك الأسلحة، فذلك يعطي مؤشرا خطيرا للأعمال العدائية التي تُنفذ من خلال تلك الخلايا، ولئن كانت المعلومات التي أدلى بها السيد خلفان بأن عدد عناصر حزب الله في الكويت يصلون الى 1000 شخص، فإن خطرهم على البلد سيكون مضاعفا، فكمية الأسلحة المضبوطة 1000 رشاش، فإن ذلك لابد ان يقابله مثلا 800 شخص. وعليكم الحساب للعدد المتورط، فإذا كانت هناك مجاميع أخرى مثل حزب الدعوة وغيره ممن يعلنون بتبجح أيضا عن أنهم تلقوا تدريبهم في لبنان من قبل حزب الله أو في إيران، أو من خلال دفاعهم المشبوه عن إيران، سواء بتصريحات أو كتابات من قبل شخصيات بارزة، هو الآخر مؤشر خطير لمسألة غاية في الحساسية، ألا وهي «ازدواج الولاء» ما يقتضي اتخاذ خطوات حاسمة ورادعة في مواجهة من له ولاء لدولة أو جهة أخرى «باتخاذ خطوات الاتهام الجنائي أو إسقاط أو سحب الجنسية» أيا كان مبررهم، حتى لا تفاجئنا الأيام بما لم نحسب له حسابا.
وفي الجانب الآخر، أظن أنه آن الأوان لتقوم دول الخليج بتغيير سياستها مع إيران، بل والتعامل معها بأسلوب أكثر صرامة ووضوح، بأنها تقوم بأعمال عدائية في مواجهة دوله، وأن تلك الأعمال العدوانية تستلزم استدعاء كل السفراء لدى إيران للتشاور، تمهيدا لاتخاذ مواقف أخرى مثل ترحيل الإيرانيين من دول الخليج، وقطع التعامل التجاري معها ومع من يتعامل معها، لتكون خطوات جادة في إعادة ترتيب علاقتنا بالجارة.