هل ستواصل اسعار النفط تراجعاتها الى ما دون الـ50 دولارا، ومتى، وهل سترتفع اسعار النفط، وعند اي معدل سيتوقف سعر البرميل؟! وهل من معطيات إيجابية كي يرتفع سعر النفط؟! وهل فعلا ضيعت دول منظمة أوبك والدول المنتجة النفطية الأخرى فرصة استقرار سعر النفط، ولماذا لم تحافظ على معدل سعري معين عند 70 دولارا، بدلا من فقدان البوصلة والتوجه، وسمحت للنفط الصخري وللمنتجين الآخرين بمنافستها وبفقدان ايرادات مالية هائلة على المدى المتوسط، بدلا من المعدل الحالي للنفط، وفقدان اسواق أساسية على المدى الطويل، خصوصاً أن التخلص من المنافسين بحاجة الى وقت ونفس طويلين؟!
حالياً، معظم أعضاء منظمة أوبك يحققون عجزاً مالياً حقيقياً، وعليهم الاقتراض من البنوك العالمية لسد العجز المالي في ميزانيات دولهم، ولسنوات مقبلة، إن لم تتحسن أسعار النفط لتفوق أو تصل الى 100 دولار. وهذا المعدل من المستحيل الحصول عليه حاليا أو على المدى المتوسط، مما يعني ايضا انتعاشا لمنتجي النفط الصخري والنفوط الأكثر كلفة، ولكن لماذا لم تتفهم او تكتشف المنظمة النفطية تهديد وخطورة النفط الصخري. ولماذا دعمت وساعدت على رفع معدل سعر النفط الى ما فوق الـ100 دولار، ولماذا اصرت على ارتفاع مستمر للبترول، وتجاهلت حتى دور البدائل الأخرى؟ هل هو فعلا تجاهل ام جهل وعدم إدراك؟!
من المستحيل الآن القضاء على نمو النفط الصخري، وما علينا سوى معرفة الكلفة الحقيقية لإنتاج هذا النفط حتى نصل الى سعر من المستحيل على منتجي أو أغلبية منتجي النفط الصخري بمواصلة الاستمرار في الإنتاج، وعلى الدول المنتجة للنفط التقليدي الاستمرار في الإنتاج لتتشبع الأسواق بالنفط وقد يصل سعر البرميل حتى الى ما دون 40 دولارا. وقد يكون ايضا هذا هو المعدل المطلوب لوقف الاستثمار في النفط الصخري. وقد يأخذ وقتا طويلا وعلينا الانتظار، وكان ايضا يجب على دول أوبك الاستثمار والاستفادة من الإيرادات المالية التي كانت تتجاوز 100 دولار. والظاهر ان هذا ايضا لم يتحقق، ولذا الاقتراض من البنوك والأسواق المالية وبمبالغ قد تتجاوز المليارات من الدولارات.
في حين استغل منتجو النفط الصخري انخفاض سعر النفط بالمزيد من التقشف وضغط المصاريف، مما ساعدهم من خفض المصاريف والتعايش حتى عند معدل 50 دولاراً للبرميل، وما علينا سوى الانتظار لسنوات لتتحسن اسعار النفط بسنوات عجاف.