يقول الزميل محمد المقاطع في مقال له، 30/7، إنه من المؤسف أن تصل الكويت، بصغر حجمها ووفرة مواردها وقلة سكانها، إلى هذه الحالة من التردي العام.
ويقول: من يتجول في شوارعها تذهله أسماء الكثير منها، ممن ليس لهم إنجاز يذكر ولا تاريخ مرتبط بالبلد، بل من بينهم حديثو هجرة! ومن يراقب فوضى العمران والبناء، التي كانت بداية انحرافاتها منتصف الثمانينات، لا يفارقه الاستغراب، حيث تقام العمارات والبنايات والمراكز التجارية الضخمة، وليست لها مواقف تكفي الشقق والمكاتب أو المحلات، فأين البلدية؟ وأين الإطفاء؟ وأين المرور؟ وأين العدل؟ وأين الأشغال؟ الكل غائب، أو متغايب، أو ربما متواطئ! ويكمل: إن مشكلة المرور تبدأ من الساعة 9 وحتى الواحدة، والازدحام المروري مقلق، مع زحمة في المجمعات والمطاعم والقهاوي تثير الاستغراب، فمن بقي في مقر عمله؟
وقال إن طوابير منتظري الوظيفة من المواطنين تصل إلى 25 ألفاً، والأجانب يشكّلون %60 من القوى العاملة. أما الإسكان، فطابوره يصل إلى 112 ألف طلب، والحكومة تمنح قسائم صناعية وحرفية وغيرها، مما يصلح للسكن، بل توجد أكثر من 23 ألف قسيمة وفيلا مهجورة في المناطق السكنية، ولا حياة لمن تنادي من المسؤولين. وقال إن التعليم بتسيب مخيف، والصحة بإهمال مريع، والناس في بيوتهم ويتسلمون رواتبهم، وهو ما يجعلنا اليونان الأخرى الذاهبة إلى الإفلاس.
وأكد المقاطع على أن الحال لا يسر، ومسار البلد لا يبشر بخير، وأسلوب الإدارة الحكومية بين عجز وحيرة وتردد، والتفكير السائد في البلد هو «من صاده عشى عياله»، فهل نقبل بأن ينهار بلدنا على أيدي أبنائه بصورة درامية؟ انتهى.
كلام درامي جميل، كتبنا مثله عشرات المرات ولم يسمعنا أحد، وكنا نتفهم ذلك، لأن من كان بيدهم الأمر، كانوا في الغالب من المناوئين لنا. كما أن الفترة التي جاء على ذكرها في مقال المقاطع، كانت خلالها جهتان تسيطران على الوضع، السلطة، ولا تزال، والثانية الأحزاب الدينية التي يتعاطف المقاطع معها، ومنها حزب الإخوان المسلمين، التابع للتنظيم العالمي، والذي كان اتباعه، ولفترة ثلاثة عقود، يمسكون بكل مفاصل الدولة تقريباً من اقتصاد وتعليم وأوقاف وإسكان وغيرها، وهم الذين شاركوا السلطة في الوضع الخرب الذي وصلنا إليه، فالرجاء أن يأخذ الأخ المقاطع كلامه ويذهب ليلقيه على أعضاء جمعية الإصلاح ويلومهم على فشلهم، أو سكوتهم، ورفضهم الاستقالة، وإن تحججوا بأن الأمر لم يكن بيدهم. وإن قام السيد المقاطع بمخاطبة جمعية الإخوان، فله منا كل تقدير واحترام.
ملاحظة: قبل أن ترموا بيوت الناس بالحجر انظروا لأوضاع مصالحكم التعليمية والاستشارية، وكم علامات الاستفهام التي تدور حولها، وما يشاع عن سوء أدائها.