سابقاً ذكرت أن الكويت، في المعادلات الحسابية، تساوي مصر تقسيم ستة.
فالرشوة المنتشرة في الكويت تساوي الرشوة في مصر تقسيم ستة. والواسطة في الكويت تساوي الواسطة في مصر تقسيم ستة. وتهالك البنية التحتية في الكويت يساوي تهالكها في مصر تقسيم ستة. وسرقة الأموال العامة من قبل المسؤولين تساوي نظيرتها في مصر تقسيم ستة. ودهس القانون في الكويت، والتلاعب به، يساوي دهسه في مصر، والتلاعب به، تقسيم ستة… وهكذا، نظراً لفارق المساحة وتعداد السكان.
ويوماً عن يوم تتأكد هذه المعادلة وتترسخ على الأرض، وقد روى لي صديق، نقلاً عن طيار كويتي، ما أضحكني إلى حد البكاء، ودفعني إلى تذكّر ما كتبته سابقاً، وحرضني على كتابة مقالة اليوم…
يقول الطيار الكويتي: سابقاً كان القادم إلى القاهرة بالطائرة يشاهد سحابة من التلوث تغطي المدينة، والمقيمون في القاهرة يرونها بأعينهم. واليوم، نرى أحياناً سحابة مشابهة، وإن بحجم أصغر، على المناطق السكنية الجنوبية في دولة الكويت، لكنها في بداية تكوّنها وتشكّلها، أي إنها لم تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة على الفضاء، لكنها ستفعل قريباً، بحسب المعطيات، فالمصانع الكيماوية تعمل بجشع مخيف، من دون أدنى اهتمام بالاشتراطات البيئية، ومن دون ذرة خوف من المراقبة الحكومية، بل يعلم الجميع أنها تحت الحماية الحكومية، في حين يتزاحم قاطنو تلك المناطق على عيادات الجهاز التنفسي، والمستشفيات الحكومية المتهالكة.
هذا بالإضافة إلى محطات التنقية المنتشرة بين المناطق، كمحطة مشرف وغيرها، وما تبثه من سموم وروائح وأبخرة، أبكت الناس، وانتزعت صراخهم، دون أدنى ردة فعل من الحكومة.
ومثلما تفوقنا على دول الخليج في مؤشرات الفساد الإداري والمالي وخنق الحريات وغيرها من المؤشرات “الآدمية”، سنتمكن قريباً من التفوق على مصر في مؤشرات التلوث ونسبة الأمراض والأوبئة… هانت.