تولى الطالح علي عبدالله صالح الحكم في اليمن في 17/ 7/ 1978 بانتخاب مباشر من قبل مجلس الشعب بعد اغتيال ثلاثة رؤساء لليمن الشمالي في سنة واحدة، بدعم من شيخ مشايخ قبائل حاشد الراحل عبدالله حسين الأحمر.. ما جعل الطالح يطلق مقولة انه لم يسع للحكم وانما الحكم هو الذي سعى اليه بعد أن تراجعت القوى والشخصيات السياسية عن رغبتها في الحكم، وهذه مقولة مخالفة للحقيقة بالطبع، فقد استذبح المغمور الطالح صالح آنذاك للوصول للحكم، وشارك في اغتيال أحد رؤساء اليمن وهو الحمدي، ووجده الشيخ الأحمر الأنسب فقد كان من قبيلة حاشد وبنفس الوقت كان منتميا للجيش اليمني، ولم تكن له ميول أو انتماءات سياسية وقدم فروض الولاء والطاعة.
وهذه مقدمة لابد منها لتوضيح اجرام الطالح بحق اليمن وأهل اليمن خلال 33 عاما من توليه رئاسة اليمن.. فمنذ توليه السلطة وبدلا من أن يتخلص أو يؤطر سلطة القبيلة قام بتعميقها، لذلك نجد سلطة القبيلة صارت السلطة الأقوى في اليمن لغاية الآن.. وخلال سنوات حكمه تلقى المليارات من دول الخليج العربي ولكنه بدلا من ان يحولها لمشاريع تنموية توفر الخدمات والوظائف للشعب اليمني حولها لحساباته وشراء الولاءات لشخصه وأبنائه، وبناء القصور الرئاسية في الكثير من المدن اليمنية، حتى انه كان يقدم الرواتب الشهرية من المال العام للموالين وعددهم كان بمئات الألوف.. إلا أن يسجل له انه قام ببناء جيش نظامي محترف ولكن عقيدته القتالية كانت الولاء لطالح علي عبدالله صالح لا الوطن اليمني، لذلك وجدنا المخلوع من السلطة ولاء الجيش له ويحكمه ويديره كيفما شاء وكيفما اقتضت مصلحته الشخصية، ووجدنا الجيش المفروض انه وطني يتمرد على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ويتلقى أوامره من المخلوع صالح.. وقام صالح بالتآمر مع المقبور صدام على الكويت سنة 90 وعلى معظم الدول الخليجية، وهم من كان يمول الشعب اليمني بمعظم احتياجاته وبكل خسة ونذالة.. ورغم هذه الخيانة النكراء وعندما فقد أهم مصادر تمويله عاد وتملق وتذلل بحاجة الشعب اليمني المظلوم، الذي كان ولايزال يعيش معظمه على الحال الذي تولى فيه صالح السلطة قبل اكثر من 33 عاما، بل زادهم تخلفا وفقرا ولكنه أغرقهم بالقات.. واصطنع خصومة شائكة مع الحوثيين بسبب مطالب ومظلوميات، وبدلا من حلها قام بشن خمس حروب خلال عقد واحد.. ورغم هذا قام بالتحالف معهم مؤخرا عندما خرج من السلطة..؟ وبسبب انقلاب حزب التنمية والإصلاح اليمني «فرع حركة الإخوان المسلمين باليمن» على تحالفهم معه في العام 2011.. وقام وعبر الخديعة والتآمر بضم اليمن الجنوبي لسلطته، ولكن سرعان ما انقلب على شريكه علي سالم البيض وانقلب على حقوق الشعب الجنوبي وقام هو وحلفاؤه واتباعه باغتصاب أملاك وعقارات أهل الجنوب، وعندما ضاقوا ذرعا بهذا الظلم والتردي وأرادوا الفكاك من هذه الوحدة المدمرة للكرامة والحقوق حملوا السلاح ولكنه أخضعهم بالقوة الغاشمة، فقدم صورة بشعة لمستقبل توحد الشعوب العربية ولاحول ولا قوة إلا بالله.
وأخيرا قام السيد طالح باستخدام الجيش اليمني لشن حرب على اليمن واليمنيين والعمل على إخضاعهم بالقوة الغاشمة ليعود هو للسلطة من جديد فأدخل اليمن في حرب أهلية لن تبرأ من جراحها حتى بعد سنين طوال..
والخلاصة أن الطالح سيظل طالحا ولن يصلح ابدا، وكلما طال أمده وتحكمه سيؤدي لفواجع وطنية وإنسانية وشعبية لن تنتهي مادام استمر وجوده، لذلك فإنني ادعو قوات التحالف للعمل على اعتقال الطالح علي عبدالله صالح لإنهاء الأزمة اليمنية من جذورها وليبدأ اليمن عهدا جديدا.. فهل من مدكر..؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح