انتقل الشيخ يوسف الصباح للعمل مديرا لمؤسسة الموانئ، من الحرس الوطني(!) وبدأ عمله بـ«فرقعة»، عندما أعلن أن الإدارة السابقة للموانئ قد فرطت في بعض الحقوق، وانه سيقوم باسترداد ما استولت عليه شركة الرابطة من أراض تابعة للدولة، ورفضها دفع مقابل الاستغلال. وتبين من واقع تقرير لجنة الموانئ، ردا على تقرير ديوان المحاسبة المتعلق بالأرض التابعة للمؤسسة الواقعة في ميناء عبدالله، والمستغلة من الشركة أعلاه، والتي تتعلق باستغلال أرض تبلغ مساحتها مليون متر مربع، أنها خالفت شروط الاستغلال، واجرت للغير بالباطن!
وكالعادة ماتت الصيحة بين كتابنا وكتابكم، ومازال الوضع على ما هو عليه، بعد ان أخذ المدير العام إجازته، وترك كل شيء وراءه/ بعد إلغاء العمل بالكثير من العقود والمناقصات لوجود شبهة، من وجهة نظره، فيها!
وسبق أن أعلن في الصحف عن قيام المدير العام بزيارات تفقدية لموانئ الكويت، ولا شك أنه شاهد ما يشكو منه كل مرفق من تسيب وفوضى وخراب في كل جزء منه. ولكنه قرر القيام بإجازة أخرى، لا يعرف مدى قانونيتها، وترك كل شيء على «حطة إيده»، وحدث كل ذلك بالرغم من أنه أكد لقناة «الشاهد» في مقابلة خاصة أنه سيقوم وسيفعل وسيسعى لرفع مستوى عمل الموانئ، ولكن يبدو أنه ربما اكتشف أن المهمة أكبر من قدراته، أو أن قوى الفساد في المؤسسة، داخليا وخارجيا، والمتمثلة في غالبية الشركات التي تتعامل مع الموانئ، بعقود مليونية ضخمة، أكبر من أن يستطيع مواجهتها.
نعيد ونؤكد، لكل من وجه الاتهام والآخر لنا بوجود مصالح لنا هنا ومناقصات هناك، أننا نعيش في الخارج منذ فترة طويلة، متمتعين بتقاعدنا، وليس لنا بصفة شخصية أي مصالح مباشرة مع اي جهة، ولا نكتب إلا من «حرقة القلب» بسبب المستوى المتردي الذي وصل اليه أداء كل مرافق الدولة تقريبا.
لقد تعهد مدير عام الموانئ قبل ستة اشهر بتحويل موانئ الكويت الى صديقة للبيئة (!!) ونحن لا نطالبه بتحقيق هذا الحلم المستحيل، بل نطالبه فقط بتنظيف الموانئ من جبال الانقاض والزبالة والحاويات المليئة بالسكراب، وأن يردم الخرائب ويدفن الحفر، وما اكثرها، ويزيل مكامن الخطر الكثيرة، والأهم من ذلك ان ينهي فورا مشكلة التحميل والتنزيل التي أدت لأن يصل طول طابور انتظار تريلات شحن الحاويات الى عدة كيلومترات، ولتصل فترة انتظار دخول التريلات للميناء لأيام، بعد أن كانت بضع دقائق، بسبب نظام المراقبة والتخليص الجديد الذي تم تطبيقه، والذي يشكو من علل كثيرة، وليس هناك أحد يستطيع عمل شيء في خضم الفوضى العارمة التي تسود ميناء الشويخ حاليا. وإن احتاج الشيخ الى صور وأفلام فيديو تريه الوضح المحزن لميناء الشعيبة، فما عليه إلا الاتصال بنا.