دائما ما تركز الدول الناجحة على تنفيذ مشاريع تعكس مستوى قدراتها ومدى اهتمامها بالنهوض بالدولة، سواء على المستوى العمراني أو التعليمي أو الصحي أو التنموي، فهي بذلك تؤكد من خلال حكومتها وأجهزتها الإدارية أن رضا الشعب غايتها ومصدر شرعيتها!
ما فائدة تكدس الأموال والامكانيات في ظل ضعف الإنجاز؟، قد تتوفر لبعض الدول قدرات مالية ضخمة، وموارد بشرية رائعة، ولكنها لا تضع الإنجاز نصب أعينها لان إرضاء الشعب ومسألة الشرعية ليس من أولوياتها، وأن المحدد الرئيسي لاستمرارها في السلطة يعتمد على شراء الولاءات وتغذية الصراعات، واستغلال وسائل إعلام فاسدة، والمتردية والنطيحة، فنجد بذلك الدولة وخدماتها ومرافقها في تردي مما يترتب عليه زيادة معاناة الشعب، والتضييق عليه… بالرغم من توفر كل الإمكانيات التي قد تجعل من تلك الدول نموذج يحتذى به.
لكن نتيجة أن رضا الشعب «الشرعية» ليس من اهتمامات تلك الدولة … فهو لا يهمه حاله ورفاهيته ومستوى معيشته… فكل ما يهم البعض تغذية ارصدتهم ومكاسبهم الشخصية… ولكني قد احمل الشعوب هنا المسؤولية فصمتهم أدى للتجرؤ على حقوقهم ومكتسباتهم… فإما الضغط والمطالبة وانتزاع الحقوق… وإما العيش في كنف الفاسد واللص.. سراق الحقوق والمكتسبات.