تمر بنا هذه الأيام الذكرى الخامسة و العشرون للغزو العراقي الغاشم على الكويت الذي اقترفه النظام الصدامي البائد في الثاني من أغسطس / آب ۱٩٩۰ و نستذكر في هذه الحادثة الأليمة نضال الشعب الكويتي و مقاومته الباسلة و صمود أبناء الشعب و تضحياته بمختلف فئاته و أطيافه الإجتماعية في وجه الإجرام و القتل ،فرحمة الله على شهداءنا الأبرار و لذكراهم المجد و الخلود .
بعد كل حادثة إجرامية إرهابية كأحداث خطف طائرة الجابرية و ما تلاها من غزو الكويت و تفجير مسجد الإمام الصادق تجد الشعب الكويتي مباشرة يُسطر أجمل معاني الوحدة الوطنية بتلاحم و تكاتف أبناءه لفترة زمنية محدودة ! نعم محدودة ، فبعد هذا التلاحم الوطني المؤقت نجد أطرافاً تحمل نفوساً سوداء من هُنا و هُناك تشق الصف الوطني بتصرفات استفزازية و تصريحات طائفية و عنصرية مُقززة تزعزع هذا التكاتف الوطني بين أبناء الشعب .
الشحن الطائفي و التمييز العنصري يغزو النفوس بعد كل تصريح لا مسؤول من شخصيات سياسية تصل إلى كرسي البرلمان بإستغلالها للدين أو الكيان الإجتماعي الذي تنتمي له ، الطائفيون و العنصريون أصبحوا ينادون بالوحدة الوطنية و كأنها موضة أو هبّة مُتناسين و متغافلين لمواقفهم الطائفية و تصريحاتهم الإقصائية كمن يقتل القتيل و يمشي في جنازته !
إن للقوى الوطنية التقدمية و الديمقراطية دور ضروري و مهم جداً بتوعية الشعب بعدم الإنجراف نحو خطاب الكراهية و الإحتقان الطائفي الذي يزرعه بعض ممثلي التيارات السياسية الإسلامية بشقيّها السني و الشيعي ، بالإضافة إلى دورها في غرس المفهوم الحقيقي للوحدة الوطنية و تعزيز ثقافة الإنتماء الوطني لا الإنتماء الطائفي أو القبلي أو العائلي فالولاء للوطن ولغير الوطن لا نستحق الوجود ، هكذا تُترجم و تُطبق رسالة شهداءنا الأبرار و نستفيد منها .
آخر مقالات الكاتب:
- «وثيقة كويتستان!»
- المواطنة بين مطرقة المبدأ و سندان الإنتقام
- «السيرك الطائفي»!
- « العلّامة المستنير فضل الله .. الفقيه العضوي »
- «إبرة البَنْج.. ولعبة الشطرنج»
- حقوق الإنسان بين المصداقية والدجل
- المواطن المسكين وحكومة السِّكِّين !
- الحُسين .. شعاع الإنسانية الخالد
- ” لغة المبدأ وعقلية الثأر “
- إلى الأغلبية .. بلا تحية