حَبَكت يعني؟ خلاص… سيموت الخليجيون إن لم يقيموا بطولة كأس الخليج؟
ليست نهاية العالم عندما تعلن الكويت عدم قدرتها على استضافة البطولة لعدم جاهزية الملاعب. ثم إنه حتى لو كانت الملاعب جاهزة، المطار ليس جاهزاً، والكهرباء لا تحتمل كل هذه الأحمال الزائدة، وسوابق الاتحاد الكويتي لكرة القدم في إدارة البطولات والتصرف بأموالها لا ترفع الرأس كثيراً، فلا تحبكوها. كشكشوها يرحمنا ويرحمكم الله. “أختكم مزنوقة”، وهذا هو وقت الصديق الخليجي الذي يأتي من هناك على حصان أبيض، ليعلن استعداد بلاده لإقامة البطولة في أرضه نيابة عن “درة الخليج”، الكويت.
ثم إن مكانتكم عندنا، أيها الخليجيون الكرام، أكبر من أن تكون في ملاعب كرة القدم، فالذي يجمعنا بكم أسمى وأعمق من ملاعب وكرة واتحادات ولجان. تجمعنا بكم اللغة ويجمعنا بكم الدين والعرق والمصير المشترك. فلماذا التركيز على كرة القدم؟ تعالوا نتحدث عن اللغة، مثلاً. يا أهلاً وسهلاً. يا مية هلا.
اتركوا عنكم الكرة، وتعالوا إلى الكويت، لتتعرفوا إليها على حقيقتها، وحقيقة نهضتها. تعالوا وستُصعقون بعظمة هذا البلد، وستنسون البطولة والمباريات والكرة… تعالوا لنأخذكم في جولة على معالمنا وآثارنا، كي نقنعكم، بالدليل، كيف تحيا دولة في هذا العصر، رغم أن كل ما فيها من العصور الوسطى.
الله لو تمكنتم من مشاهدة معالمنا، كسنترال الفحيحيل مثلاً، أو إدارة الشؤون والهجرة في الأحمدي، أو مستشفى الجهراء… تاريخ وعبق وعراقة وأبيض وأسود وحاجة تشرح الصدر، وأبواب تُغلق بالحبال، بنى فيها العنكبوت أمجاده، ونوافذ من ستينيات القرن الماضي، وكاشي تحول إلى رمل بفضل عوامل التعرية، ومجارٍ مفتوحة، وعبق تاريخي يرفع الرأس.
تعالوا أيها الخلايجة، كما يقول الأردنيون، شرفونا بزيارتكم، وارفعوا التكليف عنكم والكلفة عنا… الدلة يا ولد.