عشت في نيويورك 7 سنوات بين علاج ودراسة وأمضيت أكثر من أسبوع في مستشفى عملاق يقع في أشرس ضاحية من ضواحي نيويورك وتدعى «البرونكس» يعرفها كل من سكن نيويورك بأنها أخطر مكان للعيش ويتجنبون المرور بها لاحتوائها على العصابات ومثيري المشاكل، وكذلك قضيت أكثر من شهر في مدينة بالتيمور التي تقع على الساحل الشرقي لأميركا وتعتبر عاصمة جريمة القتل في أميركا فمعدل جرائم القتل فيها هو الأكثر على مستوى الولايات المتحدة الأميركية.
ومع هذا كله لم أسمع كمية اطلاق كتلك التي سمعتها ويسمعها كل أهالي ضاحية صباح الناصر في الكويت. فمنذ عودتي للكويت سنة 2000 وحتي قبل بضعة أشهر كان اطلاق الرشاشات مشهدا عاديا تعود عليه أهل المنطقة وصار جزءا من حياتهم لا يستنكرونه. فهذه مجموعة من الشباب تحتفي بأحد الأعراس فيحولونه الى ساحة حرب يطلقون منها ذخيرة سلاح تكفي لمعركة صغيرة. ومازلت أتذكر منظر الرصاص وهو ينير ليل السماء في «البراحة» المجاورة لمقهى الفروانية الشعبي في مشهد يثير الاشمئزاز من استهتار هؤلاء، فعلى بعد عدة أمتار منهم يقع مقهى الفروانية الشعبي المليء بعشرات العائلات مع أطفالهم، وفي الناحية الأخرى هناك تقاطع الاشارات المؤدي الى مستشفى الفروانية حيث تتواجد عشرات السيارات وبها ركابها أمام اشارات المرور.
ولا ينحصر اطلاق النار على الأعراس، فقد وصل الاستهتار ببعض الناس أنهم يطلقون النار أمام منازلهم وعندما تستفسر عن السبب يأتيك رد «يقف له شعر رأسك» فهو يجرب السلاح قبل أن يشتريه من أحد الأصدقاء دون أي خوف أو رادع من البائع أو المشتري.
الآن ولله الحمد والمنة وبفضل حملات جمع السلاح لوزارة الداخلية سواء الاعلامية أو الميدانية فقد اختفت هذه الظاهرة ولم نعد نسمع اطلاق النار في منطقتنا وأتوقع هذا الشيء نفسه في باقي مناطق الكويت، فقد كان للحملة الأثر الكبير في وقف تلك الظاهرة السيئة والخطيرة والتي تسببت بالاضافة الى ارعاب الأهالي وازعاجهم الى التسبب في العديد من الوفيات ولعل آخرها كانت في منطقة الجهراء في ممشى المنطقة حيث سقطت طفلة صغيرة على الأرض وغرقت في بحر دمائها بسبب طلقة طائشة من أحد هؤلاء المستهترين.
وكثيرا ما خرج بعض الأهالي صباحا الى سياراتهم ليجدوا في سقفها ثقبين أو ثلاثة والسبب مرة أخرى هي تلك الطلقات الطائشة من مطلقي النار عشوائيا ولكم أن تتصوروا لو كان بتلك السيارات ركابها وقت سقوط الرصاص عليها.
٭ نقطة أخيرة: شكرا للنائب الأول لرئيس الوزراء الشيخ محمد الخالد، وشكرا لمدير الادارة العامة لجمع السلاح اللواء فراج الزعبي، وشكرا لمساعد مدير عام الادارة العامة لجمع السلاح العميد عبدالرحمن الصهيل. بفضل الله ثم بفضلكم اختفت ظاهرة اطلاق النار في منطقتنا.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً