عندما تريد أن تستدل على موضوع معين يخدم فكرتك فإن أفضل طريقة هي الاستعانة بمقولات مأثورة، وإن لم تجد من تلك المقولات ما يخدم فكرتك أو رأيك فحينها عليك أن تلجأ للأمثال العامية وإن لم تجد فعليك أن تتخلص من فكرتك لأنها كما يقال: «ليس لها رأس ولا ذيل» فلا تتعب نفسك بطرحها لأنك ستتعب الناس معك.
ولكن عليك الحذر من أن تستخدم المثل أو القول الخطأ وتظن أنه في المكان الصحيح فهناك مقولات ربما كنت تريد بها النصيحة ولكنك قد تكون «جبت العيد» بنفسك أو بمن تريد نصحه، فليس الجميع مثل الخليفة المتوكل حين قيل فيه: « أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب».
فلو كان المتوكل لا يفهم واستمع للحاشية التي حوله لكان لسان ابن الجهم «باجة» لبزازي بغداد، وبما أنني أريد أن أقدم نصيحة لأحدهم وأقول له: «الخوف ما فك الحباري والأرانب» فتلك الطرائد لن ينفعها خوفها واذا عرفوا أنك خائف فإنك ستجد أن الحباري صارت عقبانا وكشخت عليك!
هناك شطر من بيت شعر قد يحل مكان كل ما ذكرت ولكن يجب أن تفهم الشعر لتصل للمعنى الذي نريد إيصاله والذي يقول: «السيل يجرح بالوطا قبل يحييه» فقد أكون قاسيا عليك ولكن ضيعك هم المقربون منك لن أشرح أكثر، فمن يرد أن يفهم فحتما سيفهم ومن لا يرد فليتوكل على الله ويشتغل «طبل» أبرك له.
أدام الله من راجع حساباته وعرف أين خطأه ولا دام من كان طبلا لا يصدر الا الازعاج فقط.