انقطعت الكهرباء بشكل متكرر هذا الصيف، وهي عادة سنوية نعيشها كل صيف، وسنعيشها كل صيف، إذا استمرت السلطة التشريعية بالانبطاح تحت عجلة التنمية، فلا العجلة تحرَّكت، ولا النواب قاموا بعد انبطاح.
«سنستجوبك، يا ويلك، عندك ثلاثة أشهر..»، وغيرها من العبارات الاستهلاكية المملة، التي يُراد منها الضغط على وزير لتعيين فرد فوق البشر، شريطة أن يهبط بالباراشوت فوقهم «غصب طيب».
جنازة «انقطاع الكهرباء» عادة سنوية يستطيع أن يلطم فيها الجميع.. وزير الكهرباء م.أحمد الجسار، الذي تلقى تهديدات الاستجواب «بالإجماع»، جاء إلى السلطة التنفيذية وزيراً، كغيره من وزراء الكهرباء السابقين.. مرسوم أميري، حقيبة وزارية، بشت، وسلسلة فاخرة من فئة «انقطاع كهرباء»، إلا أن الجسار وحده الذي جاء من رحم الوزارة، وهو يعلم «البير وغطاه».. فوفق ما أعلن عنه عندما كان وكيلاً، فإن ما تنتجه الوزارة هو 14 ألف ميغاواط من الكهرباء، مقابل 32 ألفاً نحتاجها عام 2030، ولا أدري كيف ستغطي الوزارة هذا الفارق الشاسع، وخاصة مع نسبة زيادة الحمل الكهربائي «المجنونة» التي وصلت إلى 8 في المائة سنوياً في الكويت، مقابل الزيادة العالمية 2 في المائة.
فأغلب مشاريع الطاقة التي ما زالت تحت «مرحلة الطرح» كمشاريع محطات الزور والعبدلية والخيران لتوليد الطاقة ستكون عاجزة بعد تشغيلها عن تغطية هذا الرقم.. فما هو الحل؟
الحل، أن نعود وندخل في سباق المنطقة «النووي»، لكن ليس من «الحارة اليسار»، بل ببطء، وبكل «سلمية»، وحبة حبة «عالحارة اليمين»، فنبدأ باختيار اسم لمفاعلنا النووي الآمن والسلمي الذي سيعلن عن حاجتنا له الوزير الجسار، بالتنسيق مع زملائه الوزراء واللجنة الوطنية الكويتية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية – إذا ما كانت قائمة- وعن رغبة وزارة الكهرباء والماء بطرح مشروع بناء وتأهيل «مفاعل وربة النووي» مجدداً، وخاصة بعد تراجع الحكومة قبل أربع سنوات عن مشروعها هذا، لأسباب سياسية- بيئية.
وما أدعو إليه هنا، دعت إليه وقامت به مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لتطوير وإدارة برنامج الإمارات السلمي للطاقة النووية، بعد اختيارها في 2008 شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو)، الرائدة عالمياً في مجال العمليات النووية الآمنة، لتزويد دولة الإمارات بأربعة مفاعلات نووية، على أن يبدأ أول هذه المفاعلات عملياته التشغيلية في عام 2017، وسيبدأ هذا المفاعل على الفور بإمداد الشبكة بطاقة كهربائية نظيفة تقدَّر بـ 40000 ميغاواط، لتغذية أكثر من مليون منزل.
أما نحن، وفي نفس هذه اللحظة التي ستقوم فيها الإمارات بتشغيل مفاعلها، سيستمر النواب بإزعاج مليون منزل بتصريحات «لا تهش ولا تنش.. ولا تولد طاقة.. ولا حمص».
تصريح واحد منك يا معالي الوزير، قد يعمل «ريفريش» للسلطتين، ويذكرهم برغبة سمو الأمير، بتنفيذ برنامج نووي سلمي، وفي هذا الوقت تحديداً، وبعد أن صار تخصيب اليورانيوم عند دول الجوار «أشكرة» وأمام المجتمع الدولي، فعلينا أن نبدأ بتدشين مفاعل وربة النووي «أشكرة» وأمام «اللي عاجبه، واللي مو عاجبه»، لتعود لنا هيبتنا في المنطقة، وتعود لبيوتنا «كهربتنا».
آخر مقالات الكاتب:
- داعشي.. «جاي» أفجر وأمشي!
- رداً على «المُعتذر»: حول الجهاد.. وذات «غيفارا» المصونة!
- انتفاضة «السكاكين».. والصهاينة «المساكين»!
- يندرباييف.. خطاب.. دوداييف.. الذين صفعوا الدب الروسي!
- جروح «الوسط».. جموح «المستقلة».. وطلوع روح «الائتلافية»!!
- لاجئ سوري.. على باب إسرائيل!
- #الله_يرحم_أبرهة
- الخائن “ابن العلقمي” .. وأحفاده فئران “العبدلي”!
- حصاد السوالف مع «رياض».. حول «العناد» في الاتحاد!
- وعدوه بالتثمين.. فاشترى «خ ي ط ا ن» وانتَحَر!