مؤلمة تلك المشاهد والصور التي شاهدناها وتناقلتها وكالات الأنباء ومواقع التواصل الإجتماعي لمئات القتلى السوريين غرقاً في ظُلمات البحر المتوسط ، هرباً من جحيم حرب ضروس وبحثاً عن حياة جديدة حلموا بها وعقدوا الآمال الكبيرة عليها لتلتطم وتهلك في لُجّات بحر لا يعرف رحمة ولا شفقة ، في زمن قست فيه القلوب وتحجرت أمام صراخ وعويل الأطفال والنساء والشيوخ الذين يرون الموت بأعينهم كل دقيقة وكل ساعة وطال بهم أمد معاناتهم ولم يُخيّل لهم بأن شبح الموت سيكون رفيقهم في كل محطاتهم ليبدأ معهم من مدن الموت في سوريا مروراً بقوارب الموت وشاحنات تجار وعصابات التهريب وانتهاءاً بالإجراءات التعسفية على حدود دولٍ أوروبية لا يذكر التاريخ عنهم إلا معاداتهم وحقدهم الكبيرين على العرق العربي المسلم !!
الشهر: أغسطس 2015
سياحة العلاج الكاذب
على من يرغب اليوم في زيارة إنكلترا أو أميركا أو أي دولة أوروبية تخطي صعاب وعوائق غير سهلة، قبل ان يكحل عينيه بمناظر الخضرة والماء والوجه الحسن، واول هذه العواقب الإلمام، ولو البسيط، بلغة غربية.
ثانيا، أن تكون لديه قدرة وصبر لزيارة سفارات تلك الدول لطلب سمة الزيارة، أو الفيزا، وتحمل الطابور وملل ملء النماذج، ودفع ما لا يقل رسوم فيزا عالية غير قابلة للاسترداد.
ردع السلطة.. أم سلوك حضاري؟!
يحزن الإنسان منا لكثرة ما يشاهد ويعايش ويسمع عن سلوكيات وتصرفات غير مقبولة، تحدث من أفراد كُثر في المجتمع.. فهذا الموظف يتأخّر عن دوامه، وإذا حضر لم ينجز شيئاً يذكر! ومظهر اعتيادي أن تتعطل مصالح الناس ومعاملاتهم التي تحت يده، بل يتم رد المراجعين في الساعة الثانية عشرة ظهرا، رغم أن نهاية الدوام الثانية ظهرا! وآخرون ينصرفون مبكّرا، بلا شعور بالتقصير.
فهل تولّد ذلك لغياب السلطة، أم خلل في السلوك الحضاري؟!
مع الاعتذار لفيروز.. «وينن».!!
لست مستغربا هذا الشحن الطائفي، الذي استفحل بعد اكتشاف الاسلحة «المهولة»، التي خزنها بعض المواطنين الشيعة. وليست شيئا جديدا هذه الاقصائية والعنجهية ايضا في التعامل مع الآخر، ممن قد يتم الاختلاف معه عرقا او مذهبا او حتى فكرا عابرا. فقد تمت تغذية هذا الشحن اجتماعيا بالدرجة الاولى، وسياسيا بالدرجة الثانية على مر السنوات السابقة. ولم تألُ السلطات والقوى المتنفذة المتتالية عن استخدام هذا الشحن واستثماره لمصلحة التفرد بالسلطة او حجبها عن القوى الاجتماعية المتطورة، او بتوصيف اكثر دقة، تلك التي تنشد التطور. فنحن وبمرارة شديدة ليس لدينا قوى متطورة او تقدمية او حتى سياسية كما الادعاء.
معادلة «أصدقاؤنا أعداؤنا.. وأعداؤهم أصدقاؤهم»!
هناك 22 دولة عربية بالمنطقة، وهناك 3 دول غير عربية، الا انها دول مؤثرة جدا في الاقليم وفي العالم هي ايران وتركيا وإسرائيل، ولازلنا حتى اليوم ندفع ثمن الاخطاء الفادحة للثوريات العربية التي زرعت بالمنطقة في الخمسينيات والستينيات وما بعدها، حيث تكفل الفكر الهيكلي بتحريض الرئيس عبدالناصر، الذي لا يعلم شيئا عن معترك السياسة الدولية، على دول الجوار، فبدأ عهده بمحاربة حلف بغداد الذي كان يفترض ان يضمنا مع الاتراك والايرانيين وحتى الباكستانيين بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، وكان يضمن حلا عادلا للقضية الفلسطينية عبر مشروع ايزنهاور الذي هو بمنزلة مشروع مارشال للمنطقة يقفز بها للتقدم والثراء ويحيل دول الاقليم الثلاث (ايران وتركيا واسرائيل) الى اصدقاء حميمين، وهو ما كان كفيلا بمنع جميع الحروب التي قامت بالمنطقة خلال الستين عاما الماضية والتي دمرت الزرع وجففت الضرع وأفقرت عواصم الحضارة العربية بعد ان تفشت فيها الهزائم والقتل والقمع والتهجير.
تجارة البشر إرهاب دولي
سجلت السنة الماضية أعلى رقم في التاريخ بعدد اللاجئين والنازحين في العالم، متجاوزةً بذلك أعدادهم إبان الحرب العالمية الثانية. بالطبع هذه المأساة هي نتيجة لتردي حال العالم وسوء إدارته وعلى الأخص الدول القوية.
في الفترة الواقعة بين 2001 و2009 كلفني الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان بتولي ملف الصومال الحقوقي، كنت أزور الصومال حينئذٍ من أقصى شماله إلى أدنى جنوبه، وأقدم بذلك تقريراً سنوياً إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف، كنا نحل بعض المشاكل الإنسانية ولا ننجح في غيرها.
إحدى المآسي المستمرة التي كانت تؤرقني هي حجم الصوماليين الذين يعبرون البحر إلى اليمن الفقير أصلاً.
الدسلكسيا-٢
ذكرنا في مقال سابق معنى الدسلكسيا التي تعني عسر القراءة ، و هذا نوع من أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية ، كما ذكرنا العوامل التي تؤدي إلى تلك الصعوبة و المؤشرات الدالة على وجودها .
سنذكر اليوم أهم الصعوبات القرائية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، التي صنفها الباحثون إلى ثلاث أنواع ، هي عدم القدرة على تعرف الكلمة ، عدم القدرة على فهم مضمون ما يقرأ ، أو الاثنين معا .
البريطانية وهوان حالنا
أعتقد أن كل من يعنيه الأمر، ومحروق قلبه على الكويت فرح لقرار الخطوط الجوية البريطانية، لو صح ما تردد في وسائل الاعلام، إيقاف رحلاتها من الكويت وإليها، اعتباراً من نهاية سبتمبر المقبل، بسبب ضعف الإجراءات الأمنية في مينائنا الجوي اليتيم، وخوفاً من أن تستغل جهات «إرهابية» الثغرات الأمنية فيه لخطف طائراتها. علما بأن قرار هذه الشركة لم يكن حتما مفاجئا لوزارة المواصلات (وسلطات المطار)، فقد سبق أن طالبت مرارا وتكرارا أن تقوم هي (الشركة) بمهمة تفتيش الركاب مثلا، ولكن «العزة الوطنية» رفضت ذلك. كما أن قدم الأجهزة الأمنية التي تُستخدم في المطار يشكل خطورة كبيرة على الأمن. وأضافت الشركة أن مطار الكويت لا يمانع مثلاً في قيام اي مسافر بأخذ ما يريد معه من سوائل إلى الطائرة، وهذا يخالف الأنظمة الدولية. ولا شك في أن شركات عالمية أخرى ستحذو حذو الشركة البريطانية، وتوقف رحلاتها إلى الكويت ومنها في حال توقفت هذه، وهذا أمر متوقع جدا، خاصة أن ما تطالب به «البريطانية» لا يمكن تحقيقه بسهولة، في ظل البيروقراطية الحكومية، في ما تبقى من وقت، والأمر يتطلب معجزة إدارية.
متابعة قراءة البريطانية وهوان حالنا
كعموهم.. لا تنصاعوا لهم
مجالس الامة عندنا كلها، ومنذ البدء في الأخذ بالتجربة الديموقراطية التي تحولت أخيرا الى نظام ارتضاه الكويتيون، مجالس الامة كلها منحت الحكومات المتعاقبة الثقة الكاملة. وأقرت وأشادت في كثير من الاحيان ببيانات الحكومة او ما يعرف بالخطاب الاميري الذي يجسد نوايا ومشاريع الحكومات التي تتبناه. وحده المجلس الاول في عام 1964 قاطع اعضاؤه جلسة قسم الوزراء في اشارة الى رفضهم للحكومة بحجة مخالفة المادة 131. عدا ذلك فإن كل الحكومات نالت على الثقة الكاملة وحتى الثناء والاطراء من مجالس الامة الكويتية.
صحيح انه جرت استجوابات ومناقشات لبعض الوزراء، وحتى طرح ثقة في رئيس الحكومة. لكن يبقى المؤكد ان مجالس الامة في النهاية منحت ثقتها للحكومة وفوضتها مرارا وتكرارا بـ «الهيمنة» على شؤون وشجون الدولة.
متابعة قراءة كعموهم.. لا تنصاعوا لهم
تفكيك المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.. لإصلاحها
تعتبر المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية من اهم المؤسسات في الكويت. وتقدم العديد من الخدمات للشعب. ويدفع الموظفون والشركات والحكومة الاشتراكات الشهرية، في المقابل تستثمر المؤسسة جزءا من هذه الأموال وتدفع الباقي للمتقاعدين. ونظام التأمينات هو نظام تقاعد اجباري كما ان المواطنين والشركات والحكومة ملزمون بدفع الاشتراكات.
كل ما يتعلق بـ «التأمينات» منطقي وبديهي الا عدم الشفافية. لا تقوم «التأمينات» بنشر اي تقرير عن حجم استثماراتها او طرق الادارة او رواتب مديري الاستثمار او العمولات المتفق عليها. وهناك الكثير من الاسئلة مثل حجم الربح الصافي وقيمة الاشتراكات المدفوعة وعدد المتقاعدين. وكلها تعتبر أسئلة بديهية يتم حالياً عدم البوح بها الا لاعضاء مجلس الأمة، رغم أن الحق في معرفة الإجابة يرجع للمؤمن عليهم بالأساس، الذين يقدر عددهم بنصف مليون مواطن. لكن مركزية «التأمينات» واحتكارها لموضوع تأمين تقاعد المواطنين يجعل اي محاولة لتغييرها صعبة جداً.
متابعة قراءة تفكيك المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.. لإصلاحها