قد لا يعرف الكثير من أهل الخليج – باستثناء أهل الكويت لما شهده من أحداث الغزو في آب 1990 – إن الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» يعشق استنساخ شخصية الديكتاتور العراقي المقبور «صدام حسين» في ذاته! هذا العسكري اليمني الذي ابتدأ حياته العسكرية كحارس على باب مكتب المشير «عبدالحكيم عامر» قائد القوات المسلحة المصرية إبان مناصرتها لثورة اليمن ضد حكم الأئمة، ثم سائق سيارة جيب، وبعدها سائق مدرعة قبل أن يرقى إلى رتبة «ملازم ثاني» بسبب الوساطات القبلية هو – الآخر – رباه زوج والدته مثلما حصل لصدام حسين الذي تبناه زوج أمه!! تدرج في الحصول على الرتب العسكرية بلا ضوابط مثله مثل العديد من الدول العربية الشمولية حتى ارتقى إلى رتبة «مشير» ووصل إلى السلطة في ظروف غير طبيعية في 17 تموز عام 1978، وفي العاشر من آب من العام ذاته أصدر أمراً بإعدام ثلاثين شخصاً بتهمة «التآمر» على نظام الحكم« ليبدأ أول بيت في قصيدة حكمه الدموية.. بالكفر»!!
انبهاره وعشقه بشخصية صدام جعله يقلده حتى في الشكل.. الخارجي، كان يرتدي ذات البزة العسكرية التي اعتاد الديكتاتور الظهور بها حتى آخر أيام حكمه أثناء تهاوي بغداد تحت جنازير الدبابات الأميركية!! استنسخ حرساً جمهوريا شبيهاً بالحرس الجمهوري العراقي حتى في لون الطاقية الحمراء المعروفة عند جنود صدام، وبناء على مشاهدات الكويتيين لألوية الجيش العراقي خلال احتلاله لبلدهم، فقد صرنا نميز بين الجنود العاديين وجنود الحرس الجمهوري حتى في آلياتهم ومدرعاتهم إذ يضع «الحرس» مثلثاً أحمراً على أكتافهم وأعلاماً حمراء مثلثة في مقدمة عرباتهم!!
عارض «على عبدالله صالح» جلب قوات أجنبية لتحرير الكويت من صدام، ليس كرهاً في الكويتيين، بل كرهاً في السعوديين الذين لم يكن يطيقهم على الإطلاق لأسبابه الخاصة، وقد ذكر لي وكيل وزارة الخارجية اليمنية الذي التقيته خلال جلسة «مقيل لتخزين القات» أصر عليها في شهر ديسمبر من عام 1990 وكان بصحبتي الأخ العزيز «منصور العوضي» القائم بالأعمال في سفارتنا بصنعاء بعد مغادرة السفير «إبراهيم الموسى» لأرض اليمن: «نحن نحب الكويتيين ونقف معهم إذ طالما وقفوا معنا وساندونا، لكننا لا نحب السعوديين ولا نطيقهم، فجاءت أزمة الغزو هذه لتجعلكم أنتم والسعوديون في خندق واحد ، فسألنا أنفسنا: ماذا نفعل! فقررنا أن نقف ضدكم وضد السعوديين في آن.. واحد»!!
كان ذلك ملخص ما قاله وكيل وزارة الخارجية اليمنية وهو يمضغ ما مقداره ربع كيلو من القات الأخضر الطازج ويبصق كل خمس دقائق في طاسه يضعها أمامه، ثم يرتشف كل ست دقائق رشفة من زجاجة «بيبسي كولا».. إنها «فلسفة» القات الخالدة، فحمدت الباري عز وجل إن تحرير الكويت وأرضها ليست مناطه بقرار من «العسكري – العريف – الملازم – سائق الجيب – سائق المدرعة – الملازم ثاني – المشير على عبدالله صالح» النسخة اليمنية المشوهة من ديكتاتور العراق السابق صدام حسين!!
أطرف تعليق سياسي على موقف «صالح» وحكومته من غزو الكويت لخصه السفير الكويتي – في ذلك الوقت – «إبراهيم الموسى» في جملة قصيرة قالها للصحافيين قبل أن يصعد الطائرة في مطار صنعاء وهي: «اليمن ضد الاحتلال ومع.. المحتل»!! عظام ورفات الجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا في حرب استقلال اليمن داخل جوف قبورهم أكثر وطنية وعروبة وإخلاصاً من هذا «الطالح» المسمي بـ «صالح، لكن ساعة الحساب اقتربت، وعما قريب ستكون إحدى صخور جبال اليمن مثوى أخير ونهائي لهذا المجرم وعائلته وأولاده بإذن واحد.. أحد»!!