تجمع ساحة الارادة نجح في تحقيق أهدافه، ذلك أنه كسر حاجز الخوف الذي أوجدته عملية سحب الجناسي، وبدأ الناس بالتعبير عن اعتراضهم على الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد، بعيدا عن الهاجس الامني الذي أوجدته سياسة القبضة الأمنية في نفوس المواطنين الشرفاء، ولم تأبه لها نفوس المتطاولين على المال العام والذوق العام!
في التجمع القادم ستشارك مجاميع لم تشارك بالامس، اما لتخوفها من فشل التجمع بقلة الحضور، أو بسبب المقولة الكويتية «حنشوف شيصير لهم بعدين نقرر»! ولأن التجمع كان هادئا وبعيدا عن الاستفزازات والتوترات المعهودة، وحضرته أعداد تعتبر كبيرة قياسا إلى الظرف الذي يمر به البلد، لذلك سيشارك هذا الفريق بالتجمع القادم! ولأن العدد سيزيد، فسيتم التركيز على مطالب محددة، وستشكل ضغطاً على الحكومة التي تعلم أنها تغرد في الساحة وحيدة بوجود مجلس أمة لا يعول عليه!
كنت أتمنى ان يكون التنظيم أفضل مما كان لعدم تحديد جهة يناط بها الدعوة للتجمع، وتتكفل بترتيب فقرات للتجمع، حتى وان كان اعتصاما صامتا، فالصمت له مدلولاته المؤثرة ان تم الحدث بشكل صحيح، وقد احجمت الكتل السياسية التي حضرت اجتماع الأغلبية قبل الحدث بيومين عن الدعوة، ظناً منها ان التكتل الشعبي سيدعو الى حضور التجمع، لكن يبدو ان الاخوة في «حشد» كانوا مشغولين في ترتيب البيت من الداخل، واختيار أمانتهم العامة، ولم يتمكنوا من الحث على الحضور الا في ليلة الحدث، ومع ثقتنا بالشباب والأفراد الذين دعوا للتجمع، فاننا نتمنى أن يتم التنسيق مع بقية الشركاء في المناشط القادمة، فالجميع يسعى الى تحقيق الاهداف نفسها، لكن التنظيم سبب للنجاح، كما هي الفوضى من عوامل الفشل! وصدقوني الاصلاح قادم لا محالة، وباذن الله.
البعض ينزعج ان تم انتقاده، وبدلاً من ازالة اللبس وابداء وجهة نظره ومبرراته يقوم بالهجوم المعاكس عليك وعلى تيارك، ويبدأ يطعن بنواياك ويشكك بانتقادك، ولو كنت انتقدته بكل أدب ورُقيّ.
أستغرب كما استغرب آخرون تحميل الحركة الدستورية الاسلامية كل مشاكل الكويت، بل والخليج ايضاً! فعندما تتم الدعوة من جهةٍ ما الى نشاط معين يقوم أعداء الحريات وخصوم التيارات السياسية بتحميل الحركة مثالب الدعوة، ويتهمونها بالعمل على زعزعة أمن واستقرار البلد! وان صدر من أحد المحسوبين على الحركة توجيه بالاعتدال بالطرح والبعد عن التأزيم، قام بعض شباب الحراك والمحسوبين عليهم بانتقاد الحركة واتهامها باجهاض النشاط قبل ان يبدأ!
أكثر تيار سياسي يتم انتقاده يوميا بالطالعة والنازلة هو تيار الحركة الدستورية الاسلامية، لذلك لم نعد نهتم بالنقد من أجل التجريح والتشويه، بل نهتم كثيراً بالنقد البناء الذي يصدر من محب، ومن متمن لنا بالتوفيق وعدم التعثر!
مع ان الحركة أكثر تيار تضرر بسبب مواقفه واعتدال طرحه، وتتعامل معه الحكومة بالاقصاء، كما يحدث بعدة وزارات أشرنا إليها سابقاً، فان هناك من ما زال يعتقد ان الحركة قلبت ظهر المجن للمعارضة، وأصبحت تنسق مع الحكومة (!) قليل من الانصاف يا قوم..!
***
الاخ الدكتور عبدالله الشريكة كتب مقالا في القبس، رد علي فيه – بأدب جم – على عبارة وردت في مقال سابق لي، وأتمنى ان يكون تعليقي عليه لاحقا بما يستحقه من احترام، فشكرا له ولـ القبس.