من الأعراف السائدة بين الأطباء أنهم لايتقاضون أجوراً من بعضهم البعض في حالة احتياج أحدهم لعلاج من الآخر من تخصصه! على سبيل المثال: طبيب قلب يعاني من مشكلة في الأذن، فيذهب إلى زميله المختص بالأنف والأذن والحنجرة فيعالجه، فإن اكتشف أنه «زميل» فالعلاج مجاني.. على طول الخط والعكس صحيح.. وهكذا!! من الأمور الأخرى المتعارف عليها بينهم – أيضا – وتلك تخضع لمعايير إنسانية أن الطبيب الجراح لا يستطيع – نفسيا – أن يجري جراحة لوالده أو ابنته أو زوجته فيطلب من زميل جراح آخر أن يقوم بها ! سألت أحد الجراحين عن هذه المعلومة فأكدها لي قائلاً: «قوة الجراح في ثبات أصابع يده وهو يجري العملية داخل جسم الإنسان ، ويدي سوف ترتعش وأنا أجريها لأبني أو ابنتي أو زوجتي أو والدتي وارتباكي وخوفي هذا قد يتسببان في فشلها، لذلك أترك الأمر لزملائي» !!
إنها مقدمة لابد منها قبل أن ندخل في مقال اليوم والذي هو كالتالي: هو عقيد طيار في الثاني من آب 1990 حين احتل صدام حسين الكويت وإسمه «محمد مبارك» كان من أوائل الطيارين الكويتيين الذين ابتدأت بهم الحرب الجوية لتحرير الوطن مع قوات التحالف حين قاد طائرته من نوع «سكاي-هوك» يزين ذيلها علم بلاده ليقصف تجمعات وأرتال الحرس الجمهوري العراقي المنتشر في كل أنحاء الكويت من مدن وضواحي و.. صحاري!!
يقول العقيد طيار «محمد مبارك» خلال لقاء صحافي أجري عقب التحرير ولم أستطع نسيان حرف واحد من كلماته حتى بعد مرور ربع قرن عليها: «كانت مشاعري متضاربة وأنا داخل طائرتي وقد دخلت أجواء الكويت المحتلة وعندما شاهدت تجمعات الجيش العراقي وآلياته على أرضها امتدت يدي إلى أزرار الصواريخ التي تحملها الطائرة تحت بطنها لإطلاقها تباعاً، لكن احساساً غريبا تملكني وتجمدت أصابعي حين أحسست بأنني سوف أقصف أرضي ووطني وتراب بلدي»!!
كانت تلك مشاعر طيار كويتي مقاتل هو العقيد محمد مبارك والذي اسقطت طائرته ووقع في الأسر وأصدر المقبور «قصي» ابن المدحور صدام أمراً بإعدامه بإعتباره «طياراً عراقياً من المحافظة 19 كان يقاتل مع قوات التحالف الثلاثيني الصهيوني الرجعي الإمبريالي ضد عراق صدام.. المجيد»!! لكن الله.. سلم، وبقي الرجل حياً حتى تم الإفراج عنه عقب التحرير!!
المقبور «سيد قطب» صاحب «الضلال» لا..«الظلال» ختم على عقول وأدمغة القطيع الذي سار خلفه بجملة: «مالوطن إلا حفنة من تراب.. عفن»!! لكنه لم يشرح لهذه «البهائم-الناطقة» ولا حتى هم سألوه عن كيفية أن يكون تراب مصر «عفناً وتراب ليبيا «عفناً» وتراب تونس «عفناً» وتراب الكويت «عفناً» وتراب السعودية «عفناً» وكذلك تراب ماليزيا وباكستان وكازاخستان وفرقيزستان وكل أرض عربية وإسلامية يزعم هو وجماعته ومؤسس حزبه الإخواني «العفن» إنهم يريدون تجميعها كلها في«دولة خلافة إسلامية واحدة» فإن حدث ذلك فهل سيكون تراب الخلافة «مجموعة من التراب العفن الذي تم تجميعه في أرض واحدة» أم سيتحول إلى.. «زعفران ومسك وعنبر» حين يباركه المرشد العام بنفخة من فمه الذي تفوح منه رائحة السواك الممزوج برائحة حبر.. الدولار؟!
كانت «مكة» وطن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل كان ترابها «عفنا» وهو يناجي ربه شوقاً إليها قائلاً: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة وأشد حباً، اللهم انقل حماها إلى الجحفة»، أم إن الذين ساروا خلف «مسيلمة وحجاج من بني تميم» هم أجداد الذرية التي سارت – ومازالت – خلف «الضال صاحب.. الظلال»؟!