لو نظرنا لخارطة مصر لوجدنا أنها تُحد شرقا من قبل حركة حماس، وجنوبا من قبل النظام الذي يحكم السودان الذي فرط في جنوبه ويعمل حاليا على التفريط في دارفور وولايات جنوب كردفان وبحر الغزال، وإلى الغرب من مصر تقع ليبيا التي يراد أن يحكمها المتطرفون المعادون لمصر كي تصبح أرض الكنانة بين فكي كماشة ثلاثية الأطراف.
***
وستقوم الجهات الثلاث فور سقوط ليبيا بتسخير ثرواتها الوافرة للإضرار بمصر عبر تحريك القبائل والأعراق والأديان القريبة من الحدود الشرقية والجنوبية والغربية وتزويدها بالأموال والأسلحة فتبدأ المطالبات في سيناء والنوبة ومرسى مطروح بالحكم الذاتي أو الانفصال، وسيكون التحرك في الوقت ذاته لتشتيت الجهد وسيبدأ الحديث المدمر عن أن الثروات النفطية والأثرية وغيرها هي من حق أهل المناطق التي تقع فيها وسنسمع مطالبات بالفيدرالية تطبق مطالبات التفتيت والتقسيم والحروب الأهلية المخططة لدول المنطقة الواحدة تلو الأخرى.
***
وكما حدث في العراق وسورية واليمن سيكبر الحريق وتبدأ أحجار الدومينو بالتساقط، فهناك بالداخل المصري الأقطاب وأهل الصعيد والقبائل والأحزاب المؤدلجة المتطرفة التي ثبت مرارا وتكرارا ان وحدة الأوطان لا تعني لها شيئا على الاطلاق، وإنها لا تمانع من منهاجية الحروب والغزوات حتى لا يبقى في الأوطان حجر على حجر.
***
آخر محطة: (1) كأن الكوارث لا تأتي للأمم فرادى فظهر لنا شيخ ينكر ما هو معروف بالضرورة العلمية من دوران الأرض على نفسها، وقد أظهر جهله الشديد بحقيقة ان الغلاف الجوي يدور مع دوران الأرض وإلا لركّب كل من ينوي السفر منطادا فوق بيته وانتظر وصول البلد الذي يريد زيارته.. ونزل!
(2) شيخ آخر تساءل لماذا يمتنع المسلمون من أن يصبحوا جميعا أثرياء عبر غزو الآخرين كل عام والعودة بالجواري والعبيد والغنائم؟ ونسي الشيخ الجاهل بالعلوم العسكرية وموازين القوى أن تلك النظرية العبقرية تعمل بالعكس كذلك، أي احتمال أن نصبح كمسلمين مصدر ثروات للآخرين بعد هزيمتنا أمامهم كونهم الأكثر عددا وعدة وفهما وعلما، فينتهي الحال بعبودية رجالنا وسبي نسائنا!