بمناسبة الذكري التاسعة لتولي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، فإن العديد من أبناء الجيل الجديد لايعرفون عن «أبوفيصل» الشئ الكثير، ومن ذلك حبه للعمل منذ أن كان محافظاً قبل عقود وحتى توليه مسئولية وزارتي الداخلية والدفاع ثم الحرس الوطني وقبلها «الشؤون» أيضاً!!
روى لي أحد كبار ضباط مكتبه حين كان وزيراً للداخلية هذه الحكاية عنه يستطيع القارئ أن يستشف منها أصالة معدن هذا الرجل قائلاً: «اتخذت إدارة المرور قراراً تنظيمياً وإداريا بزيادة الحد الأقصى للسرعة على الطرقات الخارجية من مائة كيلو متر إلى مائة وعشرين كيلو متراً وأرسلت كتاباً بذلك إلى معالي الوزير – طبقا للقانون – للحصول على موافقته قبل التطبيق» !!
يكمل الضابط حديثه «مر شهر وتلاه آخر والقرار لم يوقع فاتصل بي أحد المسؤولين في المرور راجياً معرفة سبب التأخير وسؤال معالي الوزير الشيخ نواف عن سبب بقاء القرار في مكتبه دون توقيع، وهكذا فعلت، ففاجئني «أبو فيصل» بجواب لم أكن أتوقعه على الاطلاق حين قال سمو ولي العهد: «اخشى إن موافقتي على زيادة السرعة قد تؤدي بحياة إنسان أحمل ذنبه معي يوم القيامة» !!
إلى هذه الدرجة كان سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد يحمل في داخله قلباً لا يمكن أن تجده في داخل وزير داخلية عربي لما يعرف من هؤلاء بالقسوة والبطش!
سموه ايضا يؤمن بأن الله عز وجل قد اعطانا أذنين ولساناً واحداً لذلك وهو يسمع اكثر بكثير مما يتكلم، خبرته الأمنية والعسكرية طوال خمسين عاماً من العمل بداخلها أعطته الحرص على البلاد والعباد، ووضع الكويت وشعبها – على الدوام – نصب عينيه، قليل الأسفار بل استطيع ان اقول انه لايطيق مغادرة الكويت على الاطلاق ، وقد قال لي – فى إحدى لقاءاتي معه – إنه غادر لفحوصات طبية ثم طلب منه الأطباء ان يبقي لعدة أيام كنقاهة لكنه سألهم ان كان من الممكن ان يقضي هذه النقاهة في الكويت.. فوافقوا، فغادر على الفور وعاد إلى البلاد!
له ابتسامة مريحة تجعل من يلتقيه يشعر وكأنه يعرفه منذ سنوات أو زامله في دراسة أو صاحبه في سفر، رجل بسيط ، متواضع اعتاد الناس على رؤيته فجراً وهو يتجه بمفرده وسيراً على الأقدام وبلا حراسة ولا حماية إلى المسجد المجاور لمنزله لأداء الصلاة! صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه كان موفقاً في اختياره للشيخ نواف الأحمد كولي للعهد يكمل المسيرة للكويت وأهلها في مرحلة قادمة قد تكون الأصعب والأشد على البلاد من نشأة هذه الدولة الصغيرة قبل أكثر من ثلاثمائة سنة!
نقول لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد: مبروك عليكم ثقة صاحب السمو الأمير ، وثقة الشعب وحبه.