قبل سنوات فتن العالم بساحر كبير يدعى ديفيد كوبرفيلد استطاع وامام المشاهدين (Live Odeons) ان يخفي الطائرات ويقطع الفتيات بالسيف ويخرج من الماء الذي يرمى به مقيدا، ومن الحريق بعد ان سكب الكيروسين عليه، ويخترق سور الصين العظيم، وقد فتن الناس به حتى صدقوا بحق انه ساحر يخدمه الجن، وقد أصدر بعض شيوخ الدين فتاوى بحقه بعد أن أعياهم فهم حقيقة ما يعمل.
***
استمر ذلك الأمر حتى ظهر ساحر مقنّع قام بعمل سلسلة حلقات تلفزيونية قام فيها بالحيل والخدع البصرية والسينمائية نفسها التي يقوم بها ديفيد كوبرفيلد ثم كشف حقيقتها وكيف عملت، وأنها ليست بسحر، بل عمليات تعتمد على خداع واستغفال المشاهدين، مما جعل الناس تتساءل كيف فات علينا ذلك وكيف صدقنا تلك الألاعيب واعتقدنا انها حقيقة؟ وبالطبع، اذا عرف السبب بطل العجب!
***
يحتاج العالم هذه الايام إلى «سياسي مقنّع» يكشف لنا كيف تختفي طائرة بكامل ركابها كحال «الماليزية» وكيف تصطدم الطائرات بمبان أرضية وكيف تنحر الاعناق وتشنق الابدان وتحرق الاجساد، وهي أمور معروفة في عالم الخدع السينمائية منذ عقود طويلة، حيث تشتهر بها أفلام الرعب السينمائية التي انتقلت من عالم الخيال لديهم إلى عالم الواقع لدينا.
***
ويمكن للسياسي المقنّع أن يستخدم القواعد نفسها التي استخدمها الساحر المقنّع للكشف عن الألاعيب والحيل، وأولاها ضرورة عدم تصديق كل ما ترى والايمان بأن بعض من نعتقد انهم ضحايا في الالعاب السحرية والسياسية قد يكونون متواطئين في اللعبة لتأكيد عملية الخداع، وتبقى فوارق بين الالعاب السحرية والالعاب السياسية، فالاولى وضعت لتسلية الناس اما الثانية فوضعت لإرعاب الناس وخلق حروب مدمرة في أوطانهم.
***
آخر محطة: 1 ـ في الالعاب السحرية يقوم الساحر بإعطاء اموال بسيطة للمشاركين ولمشاهدي المسرح (Live Odeons) مع تعهد خطي بعدم الافصاح عن حقيقة الخدع التي شاركوا فيها، في الالعاب السياسية يتم اعطاء أموال ضخمة للمشاركين مع هويات جديدة وعمليات تجميل، لذا تستخدم الاقنعة بكثرة للتقليل من تلك العمليات.
2 ـ في اللعبة السياسية الدائرة هناك اختفاء ملحوظ لما يفترض ان يكون.. جثث بعض اللاعبين الكبار.
3 ـ يقول الراحل الكبير نزار قباني: يا وطنا جعلوك مسلسل رعب نتابع أحداثه كل مساء!