كثير من الكويتيين مستاءون من الغاء أو تأجيل مشروع المطار الجديد ، فقد كان الجميع ينتظر رؤية هذا المشروع الذي تم التبشير له منذ سنتين ليزيح شبح تعطل مشاريع التنمية في الكويت من أذهان الناس ! لكن قرار وزارة الاشغال أعاد روح القنوط الى النفوس ورسم الكآبة على الوجوه حتى قال قائلهم «أهل هالديرة مو كفو تنمية ولا تطوير»!
ولكن اذا عُرف السبب بطل العجب ! وقد أشرت في مقالتي الاخيرة الى هذا الموضوع وتوقعت ان يكون السبب هو اتفاق بين الشركات المتنافسه لتقاسم الغنيمة على حساب المال العام ! وقد بحثت وتحريت في الموضوع حتى علمت تفاصيل مخيفه ومرعبه يشيب لها الرأس ! حيث تبين ان المشروع كانت تُحاك له مؤامرة منذ اليوم الأول ، حيث تم تضخيم التصميم واستخدام معايير عالية وفريدة لايحتاجها مطار دولة بحجم الكويت ! ناهيك عن ان الطاقة الاستيعابية كانت خمسة وعشرون مليون راكب بالسنة وهذا الرقم كان يتطلب ان تكون مساحة المطار بحدود ثلاثمائة ألف متر مربع ، وكانت الميزانية المقدرة للمشروع ثلاثمائة مليون دينار كويتي ! الا ان المساحة التي طلبها المصمم لتنفيذ فكرته التصميمية تجاوزت ستمائة الف مترمربع !! مما زاد من التكلفة المقدرة الى ان تجاوزت التسعمائة مليون دينار .
حتى الان الامور ممكن فهمها ، لكن ماحدث بعد ذلك كان كارثة ! فقد تم طرح الموضوع وتقدمت تسعة عشر شركة لشراء كراسة المناقصة ثم تبين لهم بعد دراسة المشروع انه يكلف اكثر من السعر المقدر له مرتين لذلك لم يتقدم بالعطاء الا اربع شركات فقط! وكان واضح منذ اليوم الاول ان هذه الشركات بينها تنسيق في المشروع فقد كان أقل سعر 1400 مليون د.ك والذي يليه 1600 ثم 1700 ثم 1800 مليون دك !! وعادة هذه الطريقة تعني ان الاسعار تم ترتيبها بين المشاركين بحيث الاقل سعر سيعطي الشركات الخاسرة نصيبها بعد ان يتم اعلان فوزه ، ولأن المشروع لاتوجد له شروط مرجعية واضحة «T.O.R» لذلك سيكون من السهل على المقاول الفائز طلب التعويض بالاوامر التغييرية التي لن تجد الوزارة بد من الموافقة عليها لاستكمال المشروع !
الان الوزير طلب الغاء المشروع، وتقدم بحلول بديله تعوض التأخير، وتوفر مئات الملايين على الدولة، لكن مافيا الفساد لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الخطوة الاصلاحية للوزير خاصة ان سلطات عليا كانت ترغب بانجاز هذا المشروع بأسرع وقت ، لذلك ستستغل هذا الجو داخل مراكز صنع القرار وتحاول تمرير المشروع المعقد بأي وسيلة ولو وُلِد مشروعاً ميتاً، فالمهم توقيع العقد وبعدها لكل حادث حديث ، فهذه الكويت وصلّ على النبي !!
***
نظام الطاغية بشار والمدعوم من ميليشيات حزب الله وفيلق بدر الايراني يقوم بمجزرة في دوما بغوطة دمشق تكون ضحيتها مئات القتلى من النساء والاطفال والمدنيين والاف الجرحى ! طبعاً لا بواكي لهم لانه ليس بينهم يهوديا ولا نصرانيا ، كما ان الفاعل حليف الصهاينه منذ اربعين عاماً ! لذلك لن يسير قادة العالم في جنازتهم ولن يصدر من بان كي مون تصريحا يندد بحرقهم وقتلهم !
***
ضابط أمن شوهد يقسو على طفل عربي في سويسرا ويحاول خنقه والطفل يتلفظ بالشهادتين بسبب قسوة التعامل وقيل ان السبب انه لم يدفع ثمن تذكرة باص او قطار او ماشابه !
وفي ولاية كارولينا الشمالية يقتل متطرف أمريكي ثلاثة طلبه مسلمين بدون سبب فقط بدافع الحقد على الاسلام والمسلمين ، وطبعا قيل انه معتوه وهذا سيشفع له بالمحكمة !
كل ماذكرته أمثلة وقعت خلال الاسبوع الماضي ولم تعلق عليها وكالات الانباء الغربية ولا محطات التلفزة فيها كما علقوا على الجرائم التي يقوم بها من ينتسب للاسلام ، حتى يعرف أبناء المسلمين كيف يتعامل الاخرون مع الاحداث ،فلا يأتي احدنا ويتحمس للردح معهم في قضاياهم وكأن الارهاب اسلامي فقط !!