جماعة «الحراك» كانوا على الرف، خامدين طوال هذه المدة. خصوصا قسم الاخوان المسلمين. فهم فقدوا التأثير بل حتى التواجد السياسي. فهنا في الكويت وكما بينا لهم اثناء مشاورات المقاطعة ان العمل السياسي مرتبط تماما مع الاسف بمجلس الامة. ومقاطعة مجلس الامة تعني مقاطعة العمل السياسي والابتعاد عن الشارع. هناك فرق كبير بين ان يتم عزلك سياسيا عبر التلاعب في الانتخابات او في نتائجها وبين ان تختار بحرية وطواعية هذا العزل.
الشريط المنسوب للرئيس السيسي أتى بمنزلة طوق نجاة لجماعة الحراك، او هكذا اعتقدوا. فأخذوا يهللون له ويطبلون. وكأن محتواه شيء إلهي غير قابل للتشكيك او حتى التفحص والانتقاد. طبعا هذا يرجع اساسا الى التربية «السلفية»، والى عقيدة «النقل قبل العقل» السقيمة التي توارثها سلفيو الدين هنا.
لكن وكما يقول المصريون وهم موضوع الشريط، «كله بكوم والهجوم العنيف على عبيد الوسمي بكوم». فالنائب السابق والمخالف والمناكف السياسي والانتخابي لزعامات الحراك لم يقل شيئا غير المطالبة باستخدام العقل. والنظر بعقلية نقدية الى الموضوع. جماعة الحراك لديهم مشكلة هنا. فليس الارث العتيق هو ما يدفع بهم الى حماية المنقول والدفاع عنه فقط. بل هم بالاساس تعيشوا على هذا «النقل» وعلى الترهات التي برعوا في تسويقها على مر السنوات السابقة.
تشكيك عبيد الوسمي في محتوى الشريط. لا يتوقف عنده. بل هو يمضي كما هو مفروض الى بقية الاشرطة. وجعبة الحراك مليئة بالاشرطة. ووجوده، اي الحراك، اصلا قائم على ادعاءات وفرتها اشرطة او اوراق «فولوسكاب» لوح بها بعضهم من بعيد. الامر واحد، والاساس واحد. التشكيك بالشريط المنسوب للرئيس السيسي يؤدي «اوتوماتيكيا» الى التشكيك باشرطة الحراك، بل بكل ما بني على باطل بالطبع من طروحاته. لهذا ثارت ثائرة مغردي الحراك. ومن كانوا خامدين ومكرمينا بسكوتهم طوال هذه المدة فعبيد الوسمي، درى او لم يدر، قصد ذلك ام ان الامر تحصل صدفة. عبيد الوسمي لم يشكك بشريط الرئيس السيسي فقط، بل شكك بوجود الحراك وبطروحاته وكل ما بناه خلال السنوات السابقة.