جلست وجلس كثيرون ينتظرون ما أعلنت عنه احدى المحطات التركية عن بثها لشريط مسرب للرئيس السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، وعندما حان الوقت انقطع بشكل هزلي الارسال للحظات وظهر مذيع مضحك يدعي ان هناك تشويشا وقطع ارسال، فعلم الجميع انهم امام مشروع كذبة غوبلزية سمجة وأن هناك من يحاول استقدام الأول من ابريل وأكاذيبه في السابع من فبراير وإلا لماذا لم يتم التشويش والقطع مبكرا ان كان هناك من هو قادر على ذلك العمل؟!
***
وأول ما يتساءل عنه العاقل والباحث عن الحقيقة هو ان كانت هناك قدرة على التنصت على مكتب واتصالات وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي فلماذا لم يكتشف مبكرا ما قيل انه مؤامرة للإطاحة بالرئيس مرسي؟ لذا فمنطق الأمور يوجب القول ان هناك اما اكذوبة حول «المؤامرة» المزعومة أو أكذوبة حول « التنصت » أو أكذوبة حول الاثنين، وهو المرجح، وفي هذا السياق هل يعقل ان من لم يستطع التنصت على وزير الدفاع لكشف الاعداد لانقلاب وقد كان بالحكم وكل أجهزة الدولة تحت يده، يستطيع التنصت عليه وهو بالبعد؟! ويا مثبت العقول!
***
وفي لقاء بنفس الليلة مع دكتور القانون الدولي والبرلماني الكويتي السابق د.عبيد الوسمي وهو شخصية له مواقف معلنة من الرئيس السيسي، تساءل بحق عما يثبت ان ذلك التسريب حقيقي؟ وأضاف متسائلا وحتى لو تم التثبت ـ بعد ادعاء المذيعة ودون بينة انه مثبت ـ فهل يعتقد احد ان علاقات الدول تقوم على اللغو والأشرطة التي يتم تزييفها بسهولة؟!
***
وكانت «العربية.نت» قد نشرت تحقيقا مفصلا مع مختصين افادوا بأن اجهزة الفبركة الحديثة قادرة على اخذ «بصمة صوتية» لأي شخصية عامة ثم خلق حوارات وهمية لها وأن ذلك يخضع لما يسمى بالحروب الدعائية والنفسية، وقد دلل احد المختصين على عدم دقة ذلك التزييف بأن نسب لمدير مكتب وزير الدفاع تسمية السيسي بـ «الفريق» بينما كان برتبة «مشير» قبل إعلانه ترشحه للرئاسة وهي غلطة لا يمكن ان تصدر عن عسكري كحال مدير المكتب، اضافة الى ما هو معروف من ان الاتصالات في وزارة الدفاع مؤمنة بالكامل لأسباب بديهية.
***
آخر محطة:
(1) لو صدقت الأشرطة المسربة من وزارة الدفاع المصرية ـ وهي غير صادقة لكانت افضل شهادة للسيسي بالأمانة والوطنية والإخلاص وحرصه على استقلالية القضاء ومصلحة مصر، فهل يعقل ان اسوأ ما ادعى انه عمله يمس نوع سجن مرسي وضرورة دفع حجج محاميه امام القاضي المستقل؟ هل هناك شهادة لاستقلالية القضاء افضل من ذلك؟ ثم ادعاء «هزار» غير حقيقي عن دول الخليج هدفه دعم ميزانية مصر، للعلم وزارة الدفاع هي اخطر وزارة بالدول ويتمنى كثيرون ان تكون مثل تلك الامور هي اخطر ما يجري في وزارات دفاع بلدانهم التي لو تم التنصت على البعض منها لعرفت اسرار كبرى مثل… من يدعم بالمليارات سافك الدماء ومفتت الاوطان ومشعل الحروب الاهلية…. داعش!
(2) ما يظهر عدم صدق او جدية التسريب الاخير تجاهل الاغلبية العظمى من المحطات الاخبارية له وعدم تصديق من وجه لهم الدعوة لسماع ما جاء به، لما اتى فيه، فالعلاقة الخليجية ـ المصرية تعززت بعد ان ثبت انها مستهدفة ممن لا يريد الخير لمصر او للخليج.