في لقائنا الأخير مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ذكر لنا، وهو من عمل قبل ذلك مديرا للمخابرات الحربية، أن إشكالهم ليس مع المجموعات الأرهابية الصغيرة بل الإشكال هو مع من يقف خلفهم، وهو أمر كرره في خطابه أمس عندما وجه رسالة لإرهابيي مذبحة العريش الأخيرة، قائلا: «اللي ساعدكم واللي اداكم احنا عارفينه وشايفينه ومش هنسيبه» وهو كلام خطير يفسر كثيرا مما يحدث في المنطقة.
***
وتظهر أشرطة اليوتيوب الجماعات الإرهابية المسلحة في العراق وسورية وليبيا واليمن والصومال.. إلخ، ولديهم معين لا ينضب من الأسلحة الحديثة والمدافع والمضادات التي تسقط الطائرات وتتسبب بأسر طياريها والدبابات وسيارات النقل وكل الأسلحة والمعدات باهظة الأثمان التي يعلم الجميع أن المنظمات الإرهابية لا تقوم بصنعها كما لا يوجد تبرير واضح للثراء الفاحش لتلك المنظمات ومصادر تمويلها فحتى حيازة حقول نفط لا تجلب بذاتها الأموال، بل يحتاج الأمر إلى انتاج من حقول في صحراء مكشوفة يمكن ضربها بسهولة بالطائرات، ثم عمليات تصدير وبيع وتسلم أموال لمنظمات يفترض أنها مقاطعة دوليا!
***
وسبق للقضية الفلسطينية أن أسيء إليها وهدف لتدميرها عبر إنشاء منظمات إرهابية تزايد بالتطرف كحال منظمات أبونضال وأبوالعباس وأحمد جبريل ووديع حداد وأيلول الأسود حتى اختفت أو قاربت على الاختفاء القضية الفلسطينية، كما تم ضرب الأحزاب الشيوعية عبر إنشاء منظمات إرهابية شديدة التطرف تدعي الماركسية كحال منظمات «الكفاح يستمر» و«السلطة العمالية» و«بادر ماينهوف» و«الألوية الحمراء» و«الفهود السوداء» و«الطريق الساطع» وهو أمر قريب تماما لما يحدث الآن من تفشي المنظمات الإرهابية بمسميات إسلامية لا تعد ولا تحصى للوصول إلى الهدف ذاته.
***
آخر محطة : 1ـ يجب ألا يهتم أحد أو يقف عند التحذير شديد الحماقة الذي بثه شخص شديد السفه يحذر فيه المستثمرين والسائحين من القدوم إلى مصر والصادر من مسميات مشبوهة مثل «حركات العقاب الثوري» و«قيادة شباب الثورة» التي دعت في 28/11/2014 إلى خروج الملايين، فلم يخرج أحد على الإطلاق.
2- يبقى سؤال تاريخي مهم هو من اللاعب الخفي الذي يدير الدمى المسماة «داعش» والقاعدة وأنصار بيت المقدس وفجر الإسلاح.. إلخ، ويزودها بالأموال والأسلحة والمعدات لتشويه سمعة الإسلام، وتفتيت الأوطان العربية وإشعال الحروب الأهلية والدمار والمذابح فيها؟!