أفعى الكوبرا حية خبيثة وخطرة، تتخفى بأشكال عديدة وبتحركات مريبة، تظهر ما لا تخفي، وتتحرك بهزات رأسها المزركش البهلواني، وترقص على إيقاعات افتراس الآخرين، وتستخدم جسدها للالتفاف والمباغتة، تماما كما تستخدم جرسها للإلهاء، قبل أن تثير الهلع والفرقة وتقطيع الأوصال، ظاهرها الجميل غير باطنها الشرير، فهي خطر متكامل متمدد، فكل جزء منها يجب القضاء عليه، جرسها، مثل جسدها، مثل رأسها النافث للسموم.
هذه هي، برأيي، إيران اليوم، مثل أفعى كوبرا بتحركات متوالية تتمرجح من لبنان، وتتمدد في سوريا، وتربض في العراق، وتناور في دول الخليج العربية، وترفع جرسها بأصواته في اليمن لتغيير تركيبة يمن العروبة إلى مقاطعات بغيضة، وقد التف جسدها عليه، وقد آن أن يقطع جرسها باليمن، قبل أن يدق طبول الحرب والفتنة البغيضة، وهو ما تقع مسؤوليته على دول مجلس التعاون الخليجي، والدول دائمة العضوية، خصوصا بعد تهديدات روحاني لدول الخليج أنها ستدفع ثمن انخفاض أسعار النفط، ولا بد لدول الخليج أن تعجل تحالفها المحوري مع تركيا، وعمقها العربي ممثلا بمصر، ليشكل ذلك قوة الرد المباشر على أفعى الكوبرا الإيرانية، لتبدأ مرحلة تقطيع أوصالها باليمن أصل العروبة، وتلحقها سوريا، ثم تتداعى أوصالها الأخرى، وتعيد حساباتها.
وليحذر زعماء دول مجلس التعاون من التساهل مع اليمن، وليكن الحسم هو خيارهم، وليستفيدوا من درس البحرين الذي حسمته حكومته بكل مسؤولية وإدراك، وكشف للدور الإيراني، ولنعلم أن أصابع العبث الإيراني متمددة ببعض دولنا، وعلينا تقليمها قبل فوات الأوان، خصوصا أن منها المتحمس ومنها المغرر به، لكن ليس هناك مساومة على أمن واستقرار دولنا، وها قد رأينا كيف أن كتابا، ممن يدورون في فلكهم، يهاجمون الإسلام، واصفينه بالتطرف وغيره، ولا يقولون ذلك لا عن إيران ولا حزب الله ولا المالكي، لأن موازينهم مختلة وعليلة للأسف، أقول آن أوان قطع جرس أفعى الكوبرا !