تصريح وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذي أكد فيه أن «هناك أساتذة في الجامعة يبثون سمومهم في عقول الطلبة ويجب فصلهم». يعد أمرا خطيرا جدا وكارثيا ما دام خرج من المسؤول الأول عن أمن وسلامة الكويت بصفته وزيرا للداخلية، مما يؤكد ان الخالد يملك معلومات أمنية خطيرة عن وجود أساتذة جامعة يحملون فكرا متطرفا، ولا أستبعد أن الوزير الخالد يملك أسماءهم أيضا.
وبعد تصريح الخالد جاء تصريح وزير التربية د.بدر العيسى، الذي أبدى اهتماما بما طرحه الخالد، وأكد رفضه نقل الفكر الإرهابي أو التطرف إلى المؤسسة التعليمية، وحسبما قرأنا في بعض الصحف فإن العيسى طلب من الخالد تقريرا كاملا حول قضية الأساتذة المتطرفين في الجامعة.
أعتقد بعد تصريحي وزيري الداخلية والتربية بشأن تلك القضية أصبحت الصورة واضحة ومؤكدة عما كنا نشير إليه وغيرنا أكده أن هناك من يبث سمومه المتطرفة في عقول الشباب، الأمر الذي نتج عنه فكرا متطرفا غير قابل للتعايش السلمي مع من يختلف معه فكريا، وهذه الأفكار أشد خطورة على أمن المجتمع خاصة ان نتائجها طفحت على السطح بأكثر من مناسبة وأبطالها تصدروا الساحات في الآونة الأخيرة خاصة أيام الربيع «الدموي» العربي.
الأدهى هنا عندما نسمع هذه الاعترافات الشجاعة من وزير الداخلية أمام وسائل الإعلام بكل جرأة، هذا يؤكد أن الخالد لديه توجه بمحاربة هذه الأفكار المنحرفة وبحاجة إلى مساندة، والمسؤولية هنا تقع أولا على عاتق وزير التربية لغربلة المؤسسة التعليمية ونفضها من هذا الفكر باتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يبث سمومه إلى عقول الطلبة، وأفضل نفضه هو فصل كل الأساتذة المنحرفين فكريا حتى لا تصل سمومهم للطلبة وتصبح الجامعة مرتعا للتطرف.
لابد أن يعي وزير التربية جيدا بأن التراخي من أجل إرضاء شخصيات معينة أو تيارات معينة في مثل هذه القضية التي تطرق لها وزير الداخلية ستكون تكلفتها باهظة الثمن على أمن وسلامة المجتمع وأرواحهم، فالتطرف في المؤسسات التعليمية هو من أسس أجيال لا تقبل التعايش مع من يختلف معها فكريا وعقائديا، لذا نحذر وزير التربية من السكوت عن تلك القضية من اجل ترضيات البعض.
والمسؤولية الأهم أيضا نحملها لوزير الداخلية الذي أكد على وجود أساتذة يبثون سمومهم، وهو بمنزلة اعتراف صريح يحمل أدلة على ما قاله، فبعد هذه الاعترافات لابد أن نرى تحركا قويا من وزير التربية ومتابعة عن كثب من قبل وزير الداخلية حتى ينتج عنها كشف حقيقة هؤلاء الأساتذة وكشف أمرهم بالأدلة حتى لا يظلم أحدا منهم ومن ثم يتم فصلهم من الجامعة ومحاسبتهم قانونيا.
أخيرا، نقولها لك يا بو خالد ناصحين.. أنت نطقتها ونحن ننتظر الإجراءات، وأي سكوت عن المتطرفين من أجل الترضيات سيخلق بيئة لا تعرف الا لغة السلاح والانتقام والضحية الكويت وأهلها.. فأمامك ملف أنت تعرفه جيدا ولا طريق آخر غير تحطيمه بالقانون وألا ستكون العواقب وخيمة، فلا تتردد في تطبيق القانون على كل متطرف وعلى الجميع بمسطرة واحدة، كي لا تسمع مصطلح «شمعنى فلان وعلان» وأعتقد مفهومه.