تبلغ المسافة بين العاصمة الصينية بكين ومدينة غوانزو، الصناعية التجارية، قرابة الـ3000 كلم، وعلى افتراض ان القطار سيمر بثلاثين محطة على الطريق، وبمعدل توقف يبلغ خمس دقائق لكل محطة، فإن ذلك يعني إضاعة ساعات ثمينة. كما أن توقف القطار في ثلاثين محطة، والانتظار قبل انطلاقه ثانية لتبلغ سرعته القصوى، البالغة 300 كلم في الساعة تقريبا، يعني الاضطرار لحرق كميات كبيرة من الوقود، وبالتالي قام العلماء في الصين، الذين لم يكن لهم وجود تقريبا فيها قبل نصف قرن، بتصميم قطار يمكنه الاستمرار في انطلاقته السريعة، مع تباطؤ بسيط جدا في المحطات، بحيث يمكن للركاب الصعود اليه والنزول منه دون توقفه إطلاقا، وذلك بتقنية هندسية عالية من خلال عربة متحركة ملتصقة هندسيا بسطحه، وقابلة للانفصال عنه بـ«كبسة زر». تنحسر هذه العربة من الأمام إلى الخلف على سطح القطار، عند اقترابه من اي من المحطات، ويقوم اثناء ذلك الركاب الذي يودون الترجل عن القطار بالصعود الى تلك العربة، وما ان يبلغ القطار المحطة حتى ينفصل ذلك الجزء منه، بركابه، الذين بإمكانهم النزول منه على راحتهم، ليستمر سير القطار، بعد أن تلتصق بمقدمة سطحه عربة جديدة تحمل الركاب الجدد من تلك المحطة، وهكذا في المحطات التالية. وهكذا يستمر انطلاق القطار بسرعته العالية، وينزل الركاب منه ويصعدون اليه، من دون ان يتوقف للحظة، وما يعنيه ذلك من وفر كبير في الوقت والجهد والمال.
وفي كويت «صلوا عالنبي» تم الاحتفال بصخب واضح بقيام رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصليبخات «التعاونية»، بقص شريط افتتاح فرع تصليح بنشر السيارات بـ«حلته الجديدة». كما احتفلت الكويت قبلها بقيام السيد وزير الاشغال بافتتاح وصلة أو استدارة على أحد الطرق الدائرية السريعة، والسعادة بادية على وجهه ووجوه الحضور. ولكن بعدها باسبوعين تبين أن اللفة أو الاستدارة التي زف الوزير لنا خبر افتتاحها وقص شريطها، قد تم إغلاقها بسبب.. عيوب هندسية.
ولو كلف الوزير الشاب نفسه قليلا، وقام بطريقه بالكشف على جسر اليرموك، المجهول الهوية والهدف، واستدعى من صممه وأرسى مناقصته ووافق على بنائه، وأحالهم للتقاعد، لكان للخبر وقع أفضل للكويت من قص شريط وصلة فاشلة.
كما كان بإمكان السيد الوزير في يوم قص الشريط، الكشف شخصيا على ملابسات الكثير من المشاريع المعطلة او إعلام الرأي العام بها، بدلا من محاولة لفلفة المواضيع والسكوت عنها، أملا في تناسيها!.