الحكومة ما تبي تعترف بخطأ رفع أسعار الديزل.. ولكنها اليوم صارت تعرف أن ما فعلته في الأمس كان خطأ بعدما تبين لها كيف أن الديزل سلعة هامة لكل مواطن ولكل مقيم ولكل مُهرِّب.. أيضا!! ولكن الحكومة كانت تظن أن الديزل مهم فقط للمهربين لكن المواطنين «ما يشترون ديزل».. ولأنهم ما يشترون ديزل فإن هذا حسب علم الاقتصاد الكويتي الحديث الذي لا تعترف فيه أوروبا والدول المتقدمة يعني ان الديزل سلعة غير هامة للمواطن العادي كما قال الشيخ محمد العبدالله.
الآن فقط وبأسلوب «التجربة والخطأ» البدائي عرفوا أن الديزل سلعة مهمة لكل موطن، وعرفوا أن قرار رفع الأسعار كان خطيئة تفوق الخطأ.. وعرفوا أنهم مشوا عكس الاتجاه فيما العالم كله يخفض أسعار المحروقات كنا نرفعها!! (طماشة والله العظيم). وبعدما عرفوا أرادوا ترقيع الخطأ الذي لا يمكن ترقيعه.. ويريدون في ذات الوقت الاحتفاظ بكبريائهم لأنهم ربما يعتبرون الاعتراف بالخطأ خادشاً للكبرياء ومسيلاً لماء الوجه.. لذا تفتقت اذهان العباقرة وقررت تسريب أخبار عن ربط اسعار الديزل بالاسعار العالمية.. ويصير الوضع كالتالي: شهر نصعد شوية والشهر اللي وراه ننزل شوية.. ثم نصعد ثم ننزل تماماً مثل (الديرفة)!.
ونحن من طرفنا ومرة ثانية نبلغهم ان الصعود والنزول يعني تذبذب أسعار الديزل وهذا التذبذب في سعر محروقات النقل سيفتح أبوابا أكبر على الحكومة من ان تغلقها حيث سيكون رفع اسعار السلع والنزول بها وصولاً إلى التلاعب والعبثية شهرياً بحجة الديزل.
والمواطن سوف يتأرجح مع تأرجح الأسعار الى أعلى والى أسفل.. وجيبه الثابت براتبه الثابت سوف يتأرجح معه حتى يهوي الجميع في حفرة الجهل والأخطاء وأساليب الإدارة البدائية والتي تنتهي بمقولة (والله ما هقينا هذا اللي بيصير)!!.
إخواني الوزراء.. لا تطولونها وهي قصيرة.. قولوا اخطأنا وتراجعوا عن الخطأ.. والسلام ختام.