هي واحدة من اثنتين؛ إما أن تؤيد شارلي ايبدو، وتصرخ «أنا شارلي»، أو سنعتبرك مؤيداً للقتلة.
يا سلام! يعني ماكو خيار ثالث، يرفض هذا الخيار وذاك؟ هل عينكم الأخرى كريمة، أم أنتم تستهبلون؟
وبعدين تعال أنت وياه.. هل تريدون أن ندلكم على المتهم الحقيقي في هذه المجزرة وغيرها من المجازر؟ هل أنتم متأكدون، أيها المستهبلون، أنكم حريصون على «اجتثاث الإرهاب من جذوره»؟ حاضر، لكم مَن يساعدكم على ذلك، ويوفر لكم، بعد ذلك، الديتول لغسل كوكب الأرض من الإرهاب.
المتهم الحقيقي، أو الرئيسي، أيها المستهبلون الكرام، هو العالم القوي «المتحضر». أقصدكم أنتم أيها الأوروبيون والاميركان، وبقية الدول «المتحضرة»، كأستراليا واليابان وكندا وغيرها.
أنتم من ساعد طغاة العرب والمسلمين، أو على الأقل، صمت عنهم، أثناء قمعهم لشعوبهم، وإهانتهم، وإفقارهم، وسجنهم، وتعذيبهم، وتشتيت أسرهم، وموت أطفالهم. أنتم من صمت عن تقريب الطغاة العرب للصوص، والفاسدين، والسفاحين، والجلاوزة، ووو.. كل هذا من أجل السيطرة على موارد ثروات بلدانهم الطبيعية.
وأنتم من ساعد اليهود على قمع الشعب الفلسطيني البسيط الأعزل، والتنكيل به. صحيح إن بعضكم بدأ بالإعتراف بفلسطين، لكن هذه الخطوة المتأخرة قاصرة، وقصيرة.
أجيبوني بربكم؛ هل تعتقدون، صدقاً، إن مشاركة بعض المسؤولين العرب، الذين هم في حقيقتهم جلاوزة وسجانون وجلادون، في مسيرة باريس تطمئنكم، وتدل على رفض هؤلاء للإرهاب؟ هل أنتم، فعلاً، ترونهم أبرياء، ملائكة، يمكنكم وضع أيديكم في أيديهم، لتشكيل تحالف ضد الإرهاب، يجتثه من عروقه؟
أيها الأوروبيون المستهبلون الكرام، بعض هؤلاء هم أباطرة الإرهاب الحقيقيون. إلا إذا كنتم ترون أن القمع، والديكتاتورية، ومعاملة الشعوب كالقطعان.. لا تُخرج إرهابيين، فهذه قصة أخرى.
وللحديث بقية..