فجأة ومن دون مقدمات يطل علينا أمين عام حركة العمل الشعبي مسلم البراك عشية المهرجان التضامني الذي أقامه المنبر الديمقراطي منفرداً، ودعا إليه كثيراً من التيارات السياسية ليصرح السيد الأمين العام لحركة العمل الشعبي بأن حركته لن تشارك في أي حراك يشارك فيه تيار سياسي مشارك في المجلس أو الحكومة الحاليين!!
وبغض النظر عن تعمد السيد أمين عام حركة العمل الشعبي تجاهل أن المهرجان التضامني أقيم تحت مظلة المنبر الديمقراطي منفرداً دون مشاركة أحد آخر في تنظيم هذا المهرجان التضامني، وهي بالمناسبة فرصة لتحية قيادات المنبر على تجاهل ما صرح به البراك، وإقامة المهرجان دون الدخول في مهاترات معه، أقول بغض النظر عن تجاهل البراك حقيقة أن المهرجان ينضوي تحت مظلة المنبر إلا أن المفاجئ في كلامه هو رفضه للمشاركة بحجة أن تياراً آخر سيشارك، وأشدد على كلمة "يشارك" ولا ينظم هذا المهرجان، وهذا التيار الآخر والمقصود به التحالف الوطني الديمقراطي يشارك بممثلين في المجلس والحكومة الحاليين.
لكن أن يُتخذ موقف مثل هذا وتحديداً من حركة العمل الشعبي، فهو أمر مضحك فعلا للشواهد العديدة التي سأسوقها في هذا المقال.
فمسلم البراك وحركته هما نفسهما من ضما تحت لوائهما كل مخالف لقانون الانتخابات ومن هو مشارك مرارا في انتخابات فرعية عرقية لا علاقة لها بالدستور ولا بالوحدة ولا الوطنية.
وهو نفس التيار الذي كان عنصرا أساسيا في ائتلاف المعارضة وبقية المسميات التي ضمت القاصي والداني من طاعن بالدستور علانية، ومفاتيح انتخابية للمجلس الوطني غير الدستوري، ومحامين للمتهم بسرقة الناقلات والاستثمارات وغيرهم.
وهو نفس التيار أيضا الذي تحالف ولا يزال متحالفاً مع من تبنى ما أسماه البراك بأنه سرقة كبرى، وأعني هنا صفقة "الداو" التي هاجمها البراك ودافعت عنها باستماتة الحركة الدستورية بنوابها حينذاك ووزيرهم في الحكومة!!
وهو نفس التيار أيضاً الذي شارك في مهرجان خطابي في سبتمبر 2012 مع من قال العبارة التالية عن ابنة المقبور صدام حسين: "سليلة أهل العز خير القبائل… كريمة ليثٍ من بقايا الأوائل… عرفناه سيفا للعروبة صارما… أذل رقاب الفرس تحت المناصل"!!
بمعنى أن مسلم وتياره ضما وما زالا يضمان من شاركوا في انتخابات فرعية غير دستورية لأكثر من مرة، بل إن هؤلاء يتبوءون المناصب في تياره أو حركته، وتعاونوا وما زالوا يتعاونون مع محامي المتهمين بسرقة الأموال العامة، وتحالفوا وما زالوا متحالفين مع من تبنى السرقة الكبرى "الكي- داو" حسب مفهوم مسلم ومجموعته، وشاركوا في مهرجان خطابي مع من امتدح قاتل أهل الكويت؛ ليقف اليوم بكل صلافة ويقول لن نشارك في مهرجان تضامني يشارك فيه تيار مشارك في المجلس والحكومة الحاليين!!
"تضحك على منو بوحمود؟"، ووفق أي مسطرة تُتخذ مواقفكم يا "حشد"؟ فإن كنتم تعتمدون على ضعف ذاكرة الكويتيين فإن ذلك لن يفلح كل مرة.
ضمن نطاق التغطية:
إن كنت تعتقد أن وجود التحالف الوطني في مهرجان المنبر شكل من أشكال النفاق يستوجب عدم المشاركة، فعليك أيضا أن تعامل من يرفع شعار الدستور ويطعنه في كل ممارساته بالأسلوب نفسه.