قديماً قالوا.. الشيطان يرقد في التفاصيل، وذلك كناية عن دخول الراغبين في الاتفاق على أمر ما في خطر الاختلافات متى غاصوا في التفاصيل.. فيكون الشيطان لهم بالمرصاد قادراً على إفساد ما أرادوا الاتفاق عليه.
اليوم.. في الكويت.. «التهريب» يحاولون منعه ولكن الشيطان يرقد في «الاستثناءات»، والمقصود هنا هو تهريب الديزل حيث أرادت الدولة ان تمنع التهريب وعجزت عن ذلك فعاقبت الجميع بجريرة عدم القدرة على ضبط المهربين رغم سهولة ذلك لو أرادت، ووقعت فأس الديزل في رأس المواطنين وتبين قصر نظر مقولة إن الديزل ليس سلعة ضرورية للمواطنين.. وبعدما وقعت الفأس في الرأس.. وبعدما علمت الحكومة بما اقترفته طفقت تبحث عن الحلول!! ولكنها لا تعترف بأنها مخطئة ولكن تبحث عن حل (يحفظ ماء الوجه) كما يحب المسؤول العربي عموماً الذي يعتبر الاعتذار منقصة والاعتراف بالخطأ رذيلة فتراهم بشكل عام ميالين الى المكابرة واللف والدوران.
ومن هنا.. ظهرت سالفة «الاستثناءات» من رفع الاسعار.. تعالوا يا خبازين ونعطيكم استثناءً.. وتعالوا يا أهل الصلبوخ وخذوا استثناءكم وتعالوا يا أهل الاسمنت واستمتعوا بالاستثناء.. وهلم جرا حتى نجد ان الاستثناء صار هو الحالة الأعم والأشمل.
صديق وابن عمومة يمتلك مزرعة تنتج خرافاً للذبح وتنتج الاعلاف والعسل الطبيعي، يقول.. ابن العمومة ان درب السماد ارتفع من 140 دينارا الى 170 دينارا، ودرب نقل الماء العذب ارتفع.. وأنا ارضخ لهذه الزيادات مضطراً.. فالجت «البرسيم» يجب ان يرتوي ليكبر فيتغذى على زهوره النحل فيما تتغذى عليه الخراف!! والنتيجة ان كلفة الخراف زادت عليَّ.. مثلما زادت كلفة البرسيم وزادت كلفة العسل!! والمؤكد أنني سأرفع الاسعار.. الا اذا قررت الحكومة ان تمنح (السماد) شرف (الاستثناء) أيضاً من رفع أسعار الديزل!!
ثم ختم بالقول.. رفعوا الدعم عن الديزل وسيدعمون المخابز والمياه والإنشاءات ومواد البناء وصولا الى الزراعة والانتاج الحيواني.. وبعدها.. سيعلمون ان قرارهم كان خاطئاً!!
وأنا ازيد على ابن العم قائلا.. إنه ومن كثرة هذه الاستثناءات سينفذ شيطان التهريب من جديد ليجد ضالته المفقودة فيها ويمارس تلك الرذيلة حتى يشبع وينتفخ ثم يتجشأ في وجوهنا رائحة الديزل المهرب.