«يبه.. يبه.. متى ندخل أبراج الكويت»؟!
لعل هذا السؤال الذي صار يتكرر كثيراً من الأبناء الصغار كلما مرّ بهم أبوهم قبالة أبراج الكويت هو السؤال الأكثر إحراجاً وإعجازاً عن الإجابة عليه بالنسبة للآباء منذ سنة 2011 تقريباً وحتى اليوم، وربما الأمر معلق الى أجل غير مسمى!!
منذ سنوات.. وابني وابنتي الصغيران يطلبان دخول الأبراج، ولكني مازلت أشعر بالعجز الكامل عن تحقيق رغبتهما بمشاهدة هذا الصرح والرمز الكويتي الشهير.
لو طلب الأبناء دراجة أو هاتفاً ذكياً أو لعبة كمبيوتر ربما يكون توفيرها سهلاً.. لو طلب الأبناء مشاهدة ودخول برج ايڤل أو لندن آي أو برج بيزا المائل.. لربما أيضاً يكون تحقيق هذا الحلم أسهل -رغم تكلفته الباهظة- من حلم قيادة سيارتك الى «رأس عجوزة» وركنها تحت الأبراج ثم الصعود بصغارك الى هذا الرمز الكويتي الجميل.
أبراج الكويت كفكرة بدأت سنة 1963 حسبما قرأت في «ويكيبيديا» ثم عادت الى الظهور سنة 1968، ثم بدأ البناء سنة 1975 وانتهى بعد أربع سنوات فقط حيث افتتحت أبراج الكويت رسمياً عام 1979.
الأبراج.. فكرة غير عادية تعكس فكراً غير عادي يمتاز به أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، حيث احتاجت الكويت الى بناء خزانات مياه ضخمة تحل بديلاً عن الخزانات الحديدية القبيحة، فجاءت هذه الفكرة المدمجة ببناء أبراج تخزن مليوني جالون من المياه، وهي في ذات الوقت معلم حضاري وجمالي وسياحي مميز للدولة يتغلب على قبح معظم خزانات المياه في دول العالم.
هذه الأبراج التي احتاج بناؤها من العدم فقط أربع سنوات، معلقة اليوم ومنذ أكثر من أربع سنوات في انتظار قرار يخص ترميمها!
هذه الأبراج مغلقة في وجوه الناس منذ سنة 2011، حُرِم منها الصغار والكبار فقط لأننا غير قادرين على اتخاذ قرارات حازمة جازمة واستمرأنا إزعاج القضاء بكل مشاكلنا وبلاوينا وفسادنا.
كيف نشرح لصغارنا عجزنا نحن الكبار عن اتخاذ قرارات مسؤولة تجاه هذا الرمز الكويتي؟.. كيف نشرح لصغارنا فسادنا الفاضح؟.. كيف يستوعبون إهمالنا للأبراج ونسيان تزويدها بالمياه كما يتطلب تصميمها لنحو عشرين سنة من بعد الغزو العراقي الآثم الى أن احتاجت الى الترميم؟ وكيف نوضح لهم انها حتى عندما احتاجت الى الترميم عجزنا ولأربع أو خمس سنوات -وهي أكثر من المدة التي احتاجتها عملية بنائها في زمن لم تكن تتوفر فيه هذه كل المعدات والتكنولوجيا والتطور- ولكننا الآن عجزنا عن مجرد ترميمها. وألقينا أعباءنا وقصورنا وضعف قدرتنا على اتخاذ القرار على القضاء! وكأننا إذا فعلنا ذلك تنصلنا من المسؤولية!
لا أيها السادة.. فمصير الأبراج معلق في رقابكم مهما تنصلتم.. واعلموا انها فضيحة.. بل فضيحة من الطراز الثقيل، والتاريخ لن يرحمكم.