لا يوجد إنسان لم ينله جشع بعض التجار الذين ليس لهم هم سوى زيادة أرباحهم، وقد يعترض بعضهم ويبرر ما نسميه نحن كمواطنين جشعا بأنهم يعانون من ارتفاع الأسعار من قبل المصدر الرئيسي لبضائعهم أو ارتفاع أسعار الأجور أو المواد التشغيلية لمصانعهم.
قبل أيام ضجت الكويت من ارتفاع سعر الكاز والديزل وتسببت تلك الزيادة في زيادة أسعار بعض المواد التي يحتاجها المواطن لأنها مرتبطة بزيادة هاتين المادتين ولا يمكن أن نلوم المواطن على هلعه وتخوفه من تلك الزيادات غير المبررة، خصوصا أن البعض يؤكد أن الدعم لتلك المواد لم ينقطع عن المصانع الكبيرة التي رفعت أسعارها.
على مدى سنوات كنت أطالب بوجوب إصدار قانون لحماية المستهلك، وقد يظن الكثيرون منكم أن معنى «مستهلك» هو المعنى الدارج بأنه يستهلك المواد والبضائع ولكن هناك معنى آخر لتلك المفردة وتنطق بلهجة بدوية «مستهلك» بكسر الميم وكسر اللام وتقال للشخص الجائع جدا وشارف على الهلاك ويريد أن يملأ بطنه بأسرع وقت ممكن ومن لم يستطع نطقها بالطريقة المقصودة فعليه أن يستفسر من أي شخص من قبيلة عنزة.
والواضح ان سبب عدم صدور ذلك القانون طوال عشرات السنين أن بعض المشرعين ليس من أولوياتهم المستهلك الحقيقي، ولا ينكر أحد أن أهمها قد انصب على مصالحهم الخاصة وتصفية الحسابات مع خصومهم والبعض الآخر منهم ينطبق عليه لفظ المستهلك باللهجة البدوية.
أدام الله من ساهم في تشريع قانون يحمي المستهلك، ولا دام من دخل البرلمان لأنه «مستهلك» ويريد الشبع.